ثمن سياسيون نقابيون وأساتذة جامعيون مضامين الخطاب السامي، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى الأمة يوم الثلاثاء الماضي، بمناسبة الذكرى 60 لثورة الملك والشعب. وأجمعوا على أنه وقف عند اختلالات المنظومة التعليمية. قال الطيب الشكيلي، وزير التربية الوطنية الأسبق، إن الخطاب الملكي كان "صريحا وأنه سيشكل انطلاقة جديدة للرجوع إلى المسار الإيجابي لهذا القطاع". واعتبر أن بوادر التحسن في هذا القطاع بدأت تلوح ما بين 2010 إلى 2012، سواء في ما يخص التعليمين الابتدائي والثانوي أو العالي، بفضل المجهودات، التي بذلت والأموال التي رصدت للنهوض بالقطاع. وأشار إلى أن هذه المجهودات مكنت، أيضا، من الرفع من نسبة التمدرس في العالم القروي خاصة في صفوف الفتيات، وكذا إعادة النظر في المناهج التعليمية. كما أن التعليم العالي، يضيف الشكيلي، شهد خلال تلك الفترة قفزة نوعية، حيث إن 60 في المائة من التكوينات في 2012 موجهة إلى الاقتصاد الوطني وسوق الشغل مثل اللوجيستيك والأوفشورينغ، فضلا عن تعزيز استقلالية الجامعة. وأشار عبد الحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى أن إصلاح التعليم هو أساس نهوض الشعوب والأمم. وأبرز شباط في تصريح ل"المغربية" أن حزب الاستقلال كان دائما ينادي بإصلاح التعليم واستنبات الروح الوطنية وسط الأجيال المغربية المتعاقبة. وأوضح الأستاذ الجامعي محمد ظريف أن الخطاب الملكي اهتم ب"قضية التعليم باعتبارها قضية وطنية"، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس سبق أن أشار في العديد من الخطابات إلى قضية التعليم، التي يعتبرها القضية الأولى بعد الوحدة الترابية، بمعنى ملف التربية والتكوين يحظى بالأولوية، نظرا للعديد من الاعتبارات. وقال محمد ظريف إن من بين تلك الاعتبارات أنه إذا كانت دول تملك ثروات طبيعية، فإن الثروة التي يملكها المغرب تكمن في العنصر البشري، ما يعني أن الاستثمار البشري هو أفضل وسيلة لبناء منظومة التربية والتعليم والعنصر البشري. من جانبه قال عبد اللطيف اليوسفي، عضو المجلس الأعلى للتعليم،"إن هذا الخطاب السامي يعد الخطاب الثاني الخاص بذكرى 20 غشت، الذي يخصص لقضية التربية والتكوين، بحيث أشار في السنة الماضية إلى سبعة مداخل مرتبطة بأداء المُدرس وألح على تفعيل المجلس الأعلى للتعليم، واليوم، يضيف اليوسفي، اتجه الخطاب، مرة أخرى، إلى نقد صريح للمدرسة والجامعة العموميتين، مؤكدا على المسؤولية الجماعية في أي إصلاح وضمنها مسؤولية الأسرة". "إننا اليوم أمام خطاب وقف عند اختلالات عميقة للمنظومة، وأشار إلى مسألة المناهج وإشكالية اللغة". وقال الحسن بلعيد، كاتب فرع النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للتعليم، فرع بولمان دادس، إن خطاب الملك كان خطوة جريئة كشفت عيوب المسؤولين بالتعليم. واعتبر بلعيد الخطاب الملكي خطوة استباقية كشفت عيوب القطاع، الذي لم تؤخذ فيه انتقادات العديد من النقابات الموجهة للمسؤولين في التعليم، كشفوا من خلالها عن الاختلالات التي تمس القطاع، وطالبوا بإصلاح المناظرة الوطنية حول المنظومة التربوية.