في الوقت الذي دعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، إلى تنظيم قافلة وطنية نحو النقطة الحدودية المغربية «زوج بغال»، بداية شهر فبراير المقبل، للمطالبة بفتح الحدود المغربية-الجزائرية، اعتبر الكاتب الجزائري يحيى بلعسكري، أنه من غير المقبول تماما أن تظل الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة في وجه شعبين شقيقين لمدة تناهز 20 سنة. وقال بلعسكري، على هامش ندوة استضافها المركز الثقافي المغربي تحت عنوان «الشباب والهجرة» في إطار الدورة الرابعة من مهرجان «اللقاءات الأدبية - عبور موريتانيا» يوم الجمعة الماضي، إن هذا الوضع «غير طبيعي ولا يتماشى إطلاقا مع طموحات وتطلعات الشعبين الجارين اللذين يجمع بينهما التاريخ المشترك واللغة والدين وغيرها من المقومات الأخرى التي من المفروض أن تدعم وتوطد هذه العلاقات «. وحمل الكاتب الجزائري، المتخصص في علم الاجتماع، السلطات الجزائرية مسؤولية التمادي في رفضها فتح الحدود، وقال إن «السلطات الجزائرية لا تريد فتح الحدود مع المغرب بادعائها بأن القضية هي سياسية «، مضيفا «إن كان هناك فعلا مشكل سياسي فيتعين تسويته بالحوار بين حكومتي البلدين «، بحسب ما أفادته وكالة المغرب العربي للأنباء. وأكد الكاتب والصحفي الجزائري، المقيم في فرنسا، على ضرورة «إعادة فتح الحدود بين البلدين لأنه من حق الشعبين الجزائري والمغربي أن يتنقلا بكل حرية»، ناهيك عن كون العديد من العائلات في كلا البلدين أصبحت محرومة من زيارة ذويها وأقاربها في البلد الآخر . وأثنى يحيى بلعسكري، على مبادرة المغرب بإنشاء مجلس للجالية المغربية بالخارج، وقال إنها تجربة ينبغي الاقتداء بها في بلدان أخرى اعتبارا للدور الذي تلعبه هذه الهيئة في الإبقاء على ارتباط المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأم، وتيسير سبل مساهمتهم في تنميته . ونوه الكاتب الجزائري بالإجراءات التي اتخذها المغرب مؤخرا في مجال الهجرة لاسيما العمل على تسوية وضعية المهاجرين من البلدان الواقعة جنوب الصحراء، واصفا إياها بأنها «إجراءات عادلة ومعقولة اتخذها بلد هجرة وأرض استقبال». واعتبر بلعسكري أن من شأن هذه الإجراءات «تأمين الحماية والاستقرار والعيش الكريم» لهؤلاء المهاجرين، خالصا إلى أنه ينبغي على بلدان أخرى «السير في هذا الاتجاه وتعميق هذه المقاربة». ومن جهة أخرى، تعتزم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، من خلال تنظيمها للقافلة الوطنية عبور النقط الحدودية «زوج بغال» ثم المرور إلى الجزائر، في الوقت الذي تحول المعبر إلى مكان مقفر، بعد أن كان ممرا حيويا تميزه الحركة والازدهار. وأطلق المنظمون على القافلة «20 سنة تكفي»، التي يراهنون عليها المنظمون بأن تأخذ طابعا مغاربيا وأوروبيا. وقد تم إطلاق هذا الشعار على القافلة، في الوقت الذي أجرى فيه محمد كرين، نائب رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، زيارة إلى المركز الحدودي «زوج بغال»، واستنكر الوضع الذي توجد عليه الحدود المغربية - الجزائرية، قائلا :» من أراد أن يعاقبنا كشعبين فعشرون سنة كافية». وتتزامن هذه القافلة مع الذكرى العشرين لإغلاق الحدود الجزائرية المغربية، في حين ستشمل المبادرة مغاربة وجزائريين، بالإضافة إلى عدد من المهتمين من مختلف الدول المغاربية. وللإشارة، فإن الشكل النضالي ذا البعد المغاربي والاستراتيجي تشرف عليه المنظمة المغربية لحقوق الإنسان؛ وذلك يأتي من خلال عقد مجموعة من اللقاءات التواصلية بين مختلف الفاعلين المهتمين محليا وإقليميا بالشأن المغاربي، للتعريف بانعكاسات استمرار غلق الحدود على المستويين الاقتصادي والإنساني. ويطمح المنظمون إلى أن تترجم الاتصالات إلى قافلة تصل الحدود المغربية الجزائرية، بحيث سينظم الجزائريون والمغاربة عدة تظاهرات على جانبي الحدود، والتي من المزمع أن تتوج بتبادل الانتقال بين الجانبين. وتجدر الإشارة إلى أن أمر إغلاق الحدود البرية «زوج بغال»، يعتبر فريدا من نوعه في العالم، إذا اعتبرنا أن كلا من الجارتين الشمالية والجنوبية في كوريا، تشهد نفس الوضعية المتعلقة بإغلاق الحدود، لكن مع استثناء فتحها مرة في كل سنة.