على إيقاع العرض الكوريغرافي ..الروح ..وهو رقص معاصر قدمته فرقة كول جام ... احلام المرسلي من المغرب وغانم كاغين من تونس ،أسدل الستار على مهرجان الرقص التعبيري في دورته السابعة والذي نظمته جمعية بابل للثقافة والفن ايام 22 اكتوبر الى 26 منه تحت شعار هكذا تكلم الجسد . وقد تميزت رقصة الروح بتناسق بين الحركة وجمالية الأداء ،حيث التحمت الروح بالكينونة في اتجاه اكتشاف كنه الحياة تماشيا مع قولة ابن عربي .. الإنسان حر بين أن يدير مرآة نفسه نحو الروح ا و ان يحملها نحو الجانب المظلم الحيواني من طبيعته ،كما تميز العرض بحضور جمهور غفير هب إلى مركب الحرية حيث صفق كثيرا للثنائي أحلام ووجدي ،مما يؤكد أن المهرجان الدولي للرقص التعبيري أضحى من أهم المهرجانات الدولية التي تقام بفاس . وإذا كانت الدورة السابعة للمهرجان عرفت تألقا ونجاحا ملموسين ومتابعة مباشرة للمتذوقين لهذا الفن الراقي ،فالفضل في ذلك يرجع إلى استماتة مدير المهرجان الفنان المبدع عزيز الحاكم وثلة من رواد المسرح والسينما المغربية وفي طليعتهم السينمائي العالمي عز العرب الكغاط وقيدوم المسرحيين والإعلاميين بفاس إبراهيم الدمناتي والمخرج المتألق حسن لمراني إلى جانب ثلة من الشباب والشابات بفاس الذين شكلوا خلية ابداعية نشيطة عملت بتفاني لإنجاح المهرجان الذي عرف مشاركة أوروبية من فرنسا واسبانيا وايطاليا وبلاد الغال بالإضافة إلى تونس ومشاركة متميزة للراقص المصري عبد الله الجاسر الذي أبدع في رقصة تنورة بين الأرض والسماء وهي رقصة إيقاعية ذات أصول صوفية نابعة من الحس الإسلامي تبتدئ بنقطة وتنتهي عند مثيلتها وهي حركة مستمدة من الكون . أما المشاركة الفنية المغربية فكانت متنوعة جمعت بين الرقص الفردي والجماعي غير أنها كانت أكثر حضورا وإشعاعا في رقصة الخيمة بمشاركة الرقصات حنان الخديري ونبيهة برني وسحابة بركاس من عيون الساقية الحمراء اللائي أدين رقصة الكدرة أشهر الرقصات في المغرب الصحراوي ،ومن بين العروض المغربية المميزة أيضا والتي أتحفت الجمهور العرض الكوريغرافي.. سبعة ألوان ... من تقديم مجموعة الأعماق ،كوريغرافيا كاميليا الحاكم ووحيد الأسمر ،وجملة القول فكل العروض التي قدمت سواء الاجنبية او المغربية تميزت بالدقة في الأداء والتعبير الجسدي الرائع . كما تميزت الدورة بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع سيميائيات الجسد ساهم في تنشيطها أساتذة مختصون من الغرب وايطااليا وفرنسا وبلاد الغال . تجدر الإشارة ان مدير المهرجان عقد ندوة صحافية سلط فيها الضوء على أهمية الرقص التعبيري باعتباره اسمي الفنون وأجملها وأشدها إثارة للإعجاب إذ فيه يغدو الجسد والروح سيان في الحركة المرقوصة حيث يصير المعنى حركة مؤكدا أن وظيفة التعبير بحركة الجسد أغنى من الكلاام المنطوق ، وبعد هذا التعريف بأهمية الرقص التعبيري أشاد مدير المهرجان بالمدعمين لهذا الفن والذين بدونهم ما كان المهرجان ليعرف الاستمرارية وفي طليعتهم مجلس فاس ومقاطعة سايس وجنان الورد ،كما انتقد بشدة عددا من المستشهرين والسلطات المحلية بفاس ومقاطعة اكدال الذين لم يبالوا بأهمية المهرجان ولم يعيروه أي اهتمام ولم يقدموا له دعما ماليا ولامعنويا ،في حين يقول عزيز الحاكم.. يعد مهرجان الرقص التعبيري عرسا ثقافيا هاما ويعمل في إطار الدبلوماسية الموازية للتعريف بالمغرب وفنونه وحضارته من خلال احتكاك الفنانين المغاربة والأجانب الوافدين على فاس مهد الحضارة المغربية . وعلى هامش المهرجان نظمت الفنانة التشكيلية المغربية نجية الراجعي برواق مركب الحرية معرضا تشكيليا انصب مضمون لوحاته على الجسد من خلال الاستمتاع بالحياة والموسيقى وفي لحظات الحزن أيضا إذ امتازت اللوحات بمزيج ألوانها الأحمر القاني والأرجواني والأسود ،حيث صرحت الفنانة لجريدتنا أنها تترك للمتلقي الحرية للغوص في أعماق اللوحة وألوانها المتناسقة التي تعكس أجسادا في وضعيات مختلفة دون أن تقيد المشاهد بموضوع معين سيما وأنها عندما ترسم تنتابها أحاسيس مختلفة تعبر عنها بريشتها وألوانها لتنتج لوحة في لحظة شعورية خاصة .