يستمر سكان عمارة بيرنار بمدينة مكناس في المبيت خارج إقامتهم مكرهين ومجبرين دون أن يسأل أي من المسؤولين عن الكيفية التي يقضي بها هؤلاء المواطنون نهارهم ، وكيف يتدبرون ليلهم ؟ هل هم «محيوزون» عند أحباب الله ؟ أم هم ضيوف لدى أهاليهم ؟ أم .. أم ..؟ فباستثناء زيارة الوالي للعمارة لحظة الانهيار ، واستقباله السكان بعد ذلك ، وباستثناء اللقاء الذي جمع السكان بناظر الأحباس بطلب وإلحاح من المتضررين ، فإن أيا من المسؤولين الذين يفترض فيهم في مثل هذه الظروف أن يكونوا بجانب المواطنين ، لم يظهر لهم أثر ؟ بل حتى محاولة السكان ، تفقد أغراضهم ، تحت إشراف الأجهزة الأمنية ، كانت تتم بغلظة ، لم تراع الحالة النفسية للضحايا الذين ضاع متاعهم ، وتعطل أبناؤهم عن الدراسة في فترة الامتحانات هاته ، ومنهم من يتحدث عن تعرض شقته للسرقة ؟ ومما ميز نكبة سكان عمارة بيرنار ، هو البرود التام الذي تعامل بها منتخبو المدينة ، مستشارين جماعيين وبرلمانيين ، مع أكثر من أربعين عائلة ، تشردوا بفعل ورش بناء ، لم تحترم في بنائه معايير السلامة ، وقد تم تهريبها إبعادا لتهمة المسؤولية التقصيرية ، وإضافة الى غيابهم التام وعدم تفقدهم حتى بالسؤال عن أحوالهم ، فإن تصريح نائب الرئيس (ع.م.) في التغطية التلفزية للحدث : «.. خاصنا تحقيق .. وملي تبان نتائج التحقيق عاد نشوفوا.. » وربما لهذا السبب لم يظهر أثر أي من المنتخبين ، ولم تدرج القضية كنقطة استعجالية في دورة المجلس التي تمت في بحر الأسبوع المنصرم ، ربما لأن نتائج التحقيق الموعود به لم تظهر، بل لربما لم يبدأ التحقيق نفسه ، وعلى السكان أن ينتظروا حتى الحملة الانتخابية المقبلة ، وعاد « نشوفو..» كما جاء على لسان نائب الرئيس (ع.م.) ؟ هذا التجاهل دفع بالسكان الى القيام بوقفات احتجاجية ، كان آخرها الوقفة الحضارية الصامتة التي تمت يوم السبت 24 نونبر 2013 قبالة العمارة بشارع الجيش الملكي ، رافعين لافتات يحملون فيها شركة» أسيما « مسؤولية تشريدهم ، ويستنكرون عدم الاهتمام الذي قوبلت به مأساتهم . أثناء الوقفة الاحتجاجية شوهد رئيس المجلس البلدي صحبة بعض المستشارين ، يرشفون القهوة بمقهى غير بعيد عن العمارة ! ترى هل ظهرت نتائج التحقيق ؟