بعيون دامعة، وقلوب خاشعة، ودعت مدينة القصر الكبير في موكب جنائزي مهيب يتقدمه الأخ الكاتب الأول والأخ رئيس اللجنة الإدارية الوطنية عصر يوم الأحد 29/09/2013 ابنها البار المناضل الأخ الحاج محمد الطويل الذي لبى داعي ربه عشية يوم السبت 28/09/2013. وقد شارك في الموكب الجنائزي بالإضافة إلى المسؤولين والمناضلين في التنظيمات الحزبية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية من مختلف جهات المغرب، ممثلون لمختلف التعبيرات السياسية والنقابية والجمعوية بالمدينة والإقليم والجهة، وحشد كبير من ساكنة القصر. إن الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة طنجةتطوان تنعي المناضل الصلب الحاج محمد الطويل الذي فقد فيه الحزب مناضلا من أخلص الرجال للمبدأ، وضميرا من الضمائر الحية الغيورة، واليقظة. تدرج في مساره النضالي الحزبي منذ التأسيس سنة 1959، والمؤتمر الاستثنائي لسنة 1975، وإلى أن لبى نداء ربه، في مختلف الأجهزة الحزبية محليا، إقليما، ووطنيا. وكان رحمه الله من المؤسسين الأوائل للنقابة الوطنية للتعليم ومناضلا صلبا في صفوفها، وساهم في تأسيس البديل النقابي. وقد كلفه هذا الانتماء ضروبا من المعاناة خلال حملات القمع المتتالية التي قادته إلى المعتقلات، وإلى التشريد عقب الإضراب الشهير لشهر ابريل سنة 1979 حيث كان من جملة المناضلين المطرودين من عملهم. الكتابة الجهوية لجهة طنجةتطوان تنعي المناضل الحاج محمد الطويل تابع ص 1 ولأن مساهماته التي لا يمكن عدها وحصرها في مختلف جبهات النضال السياسي والنقابي، جعلت اسم الحاج محمد الطويل يتردد في مختلف ربوع الوطن كأحد المناضلين المتفانين والمخلصين لقضايا الجماهير الشعبية، فقد جعلته أيضا محبوبا لدى ساكنة مدينته القصر الكبير التي منحته ثقتها لرئاسة وتسيير المجلس البلدي للقصر الكبير لولايتين رغم المؤامرات الخطيرة التي دبرتها السلطة الإقليمية وقتها للحيلولة دون وصول الاتحاد الاشتراكي لتسيير شؤون المدينة، وتحطمت على صخرة صمود الحاج محمد الطويل وثلة من المناضلين الاتحاديين الشرفاء. ويحتفظ سكان القصر الكبير لتجربة الاتحاد الاشتراكي بقيادة الحاج محمد الطويل في تدبير شؤونهم المحلية، بكثير من التقدير والعرفان، حيث شهدت المدينة ميلاد أوراش كبرى شكلت اللبنات الأساسية لتنميتها. كما انتخب الفقيد لعضوية مجلس النواب لولايتين عرف خلالهما بين إخوته ولدى الرأي العام بجديته، ومداومته، وجرأته في الدفاع عن قضايا الجماهير الشعبية الكادحة. لقد تميز الفقيد الحاج محمد الطويل في تجربته الطويلة في النضال النقابي والسياسي، وفي تجربته العملية كأستاذ ومربي، وكممثل للسكان ومدبرا لشؤونهم المحلية؛ بنظافة اليد، وعفة اللسان، ونزاهة الخلق، وطيبوبة المعشر، حتى إنه كان رحمة الله عليه البلسم الذي تشفى على يديه كل الجراحات التي تنشأ بين المناضلين الاتحاديين خلال مختلف المحطات والمعارك. لقد أوفت كلمة التأبين التي ارتجلها الأخ الكاتب الأول في وداع الفقيد ما يستحقه من وفاء وعرفان الاتحاديات والاتحاديين على التضحيات والخدمات الجليلة التي قدمها لحزبه ووطنه، كما عبرت الكلمة التي ألقاها احد فقهاء المدينة عن التقدير الخاص الذي ظل الفقيد يحظى به لدى كل شرائح مدينة القصر الكبير التي خرجت عن بكرة أبيها لتوديع جثمان الطاهر. إن الكتابة الجهوية للحزب إذ تستعظم حجم الخسارة في فقدان هذا الرجل الوفي والمخلص الذي كان عليه المعول في لعب الدور الرائد في إعادة بناء الحزب ولم شمل جميع بناته وأبنائه، تتقدم بتعازيها الحارة إلى أرملته الحاجة الباتول وأبنائه مريم، توفيق، طارق، غيفار، سميرة وعمر، والى جميع إخوانه ,أصهاره، وأقاربه، والى جميع الاتحاديات والاتحاديين، سائلة العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، وأن يتقبل الفقيد إلى جواره في أعلى عليين، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. فاللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنا أجره، واغفر لنا وله. إنا لله وإنا إليه راجعون. الكاتب الجهوي مصطفى القرقري.