مازالت سلسلة الاعتداءات التي تطال عمال النقل الحضري بشركة ستاريو تجمع العاصمة تتواصل بدون حماية لا من طرف إدارة الشركة ولا من طرف الأجهزة الأمنية، وآخرها الاعتداء الشنيع الذي تعرض له يوم الأربعاء 28 غشت بوجمعة الحرشاوي، سائق الحافلة بالخط 1، على الساعة السابعة مساء، حيث تعرض لإصابة بليغة -من الكتف إلى المرفق- بساطور من الحجم الكبير مدهونة بالثوم، مما يؤشر على احترافية في الإجرام والعنف الذي يطال العمال الأبرياء، والغريب في الأمر هو تملص إدارة الشركة من أداء واجبها إزاء هذا الحدث الشنيع، حيث لم يكلف أي مسؤول نفسه تتبع هذه الحالة. وعوض استفادة الضحية من تأمين سند الذي يستفيد منه فقط أطر ومسؤولي الشركة، وعوض نقل الضحية إلى مصحة خاصة، تم نقله إلى المستشفى العمومي مولاي عبد الله بسلا، حيث اقتصر تدخل الطبيب المشرف على المستعجلات على الحد من النزيف في غياب الطبيب المختص في العظام وتم إعلام الضحية بضرورة الحضور صباح اليوم الموالي لإجراء عملية رتق الجرح العميق. هذه الحادثة المؤسفة التي خلقت استياء عارما وسط شغيلة القطاع، أعطت الدليل القاطع على عدم اهتمام المسؤولين بالعمال. وفي الوقت الذي كان على الدولة أن تخصص الدعم الكامل والكافي لتعزيز أسطول النقل من الحافلات حتى تتسنى تغطية جميع خطوط الشبكة عبر تراب ولاية الرباطسلا، بإبرام صفقات عمومية مع شركات وطنية لاقتناء حافلات جديدة ذات جودة عالية، تم -وللأسف الشديد- اقتناء حافلات من الصين الشعبية تسمى في أوساط الشغيلة (حافلات جوطابل) لكثرة تعرضها بشكل يومي لأعطاب متكررة تساهم في تفاقم أزمة ونقص الأسطول وترفع من درجة الاحتقان بين السواق والقباض والمراقبين من جهة، والمواطنين من جهة ثانية الذين يصبون سخطهم وغضبهم على العمال. والغريب في الأمر أن قطاع النقل الحضري ينهار أمام مرأى ومسمع من المنتخبين والمستشارين الجماعيين خاصة المنتخبين داخل لجان الرقابة والتسيير والجولان ولجنة المالية لتجمع العاصمة، وتبقى المشاكل التي تتخبط فيها ساكنة العاصمة مع قطاع النقل الحضري خارج اهتمام السلطات الجماعية والولائية والمنتخبين عموما. ولعل الخاسر الأكبر بالنسبة للأزمة التي يعيشها قطاع النقل الحضري بالرباطوسلا هم العمال الذين يعانون أوضاعا اجتماعية مزرية والذين يتعرضون لمآسي يومية. وفي المقابل، يتقاضون أجورا هزيلة لا تتناسب مع حجم التضحيات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم. والمفارقة الغريبة صدور قرارات انفرادية وجائرة في حق المستخدمين من طرف إدارة الشركة، والتي تصل إلى حد الطرد دون تطبيق المساطر القانونية ودون حتى السماح للعمال بحق الدفاع عن أنفسهم ولا بتوكيل من يمثلهم. وأمام تزايد حالة الاعتداءات المتكررة في حق شغيلة القطاع بات من الضروري عقد شراكة بين شركة النقل الحضري ستاريو والمصالح الأمنية.