تعتزم شغلية النقل الحضري بكل من الرباطوسلا وتمارة الاستمرار في الإضراب المفتوح إلى حين الاستجابة لجميع مطالبها، خصوصا الجوهرية منها، وفق ما أكده مصدر نقابي، رفض الكشف عن صفته النقابية، بدعوى أن الشغيلة لم تنتخب بعد ممثليها النقابيين. وفي هذا السياق، قال الحسين أيت بلا، أحد الوجوه النقابية في القطاع عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن «الإضراب ما زال مفتوحا، وسيظل كذلك، لأننا لم نتلق أي وعود بالحوار ولم تفتح أي قنوات اتصال معنا»، وأضاف أن «الشغيلة تنتظر التوصل إلى صيغة للتفاوض مع الشركة بخصوص ملفها المطلبي». وتتمثل أهم مطالب شغيلة النقل الحضري بالرباط في شقها المالي في «رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف درهم على الأقل، وتعتبر هذه الزيادة عنصرا جوهريا في ملفها المطلبي، بالإضافة إلى إقرار منح عن المردودية والأخطار وأخرى تحفيزية، مع أخذ عنصر الأقدمية بعين الاعتبار». أما بقية المطالب فتتجسد بالأساس في توفير الأمن، وهو مطلب غير مسبوق في نضالات شغيلة النقل الحضري بالرباطوسلا وتمارة. وأرجع الحسين أيت بلا إدراج عنصر الأمن في قائمة المطالب إلى تعرض السائقين ومستخدمي النقل الحضري في وقت سابق إلى اعتداءات، حتى إن منهم «من سلبهم بلطجيون رخصة السياقة، فحرمته الشركة من سياقة حافلاتها ووجد نفسه وأسرته عرضة للتشرد». وبينما تعذر، صبيحة أمس، الاتصال بكثير من مسؤولي مجلس مدينة الرباط بسبب انعقاد دورة المجلس صبيحة أمس، قال مصدر مسؤول بالمجلس، رفض الكشف عن اسمه، إن «شركة «ستاريو» هي المعنية بفتح حوار مع شغيلة قطاع النقل الحضري وليس مجلس المدينة، لأن هذا الأخير لا يمكنه أن يتدخل في تدبير مرفق بعد تفويض ذلك لفاعل معين». وأفاد المصدر نفسه، في اتصال مع «المساء»، أن شركة «العاصمة» لا يمكنها أيضا أن تتدخل لأنها لم تتسلم بعد من «ستاريو» مهمة تدبير هذا القطاع. وأكد أن «الخطورة تكمن في الوقت الراهن في تدبير المرحلة الانتقالية». وكانت «العاصمة» اقتنت حصة «فيوليو» من رأسمال «ستاريو» البالغة 75 في المائة، بدرهم رمزي بموجب بروتوكول اتفاق بين الطرفين، وأعلن عن هذه العملية صبيحة اليوم الأول من الإضراب المفتوح للشغيلة. غير أن هذا الاتفاق لن يصير ساري المفعول قبل إيقاف مسطرة التصفية القضائية التي باشرتها «ستاريو» في وقت سابق، على حد إفادة نور الدين الأزرق، عمدة مدينة سلا ورئيس السلطة المفوضة المكلفة بملف النقل الحضري، في تصريح سابق ل«المساء». وكان قطاع النقل الحضري بمدن الرباطوسلا وتمارة عرفت تطورات مثيرة في الأشهر الأربعة الماضية بعد إعلان شركة «ستاريو» تكبدها خسائر فاقت 400 مليون درهم، ومباشرتها إثر ذلك إجراءات التصفية القضائية تمهيدا لإعلان الإفلاس، قبل أن تدخل السلطة المفوضة المكلفة بهذا القطاع على الخط وتؤسس مجموعة التجمعات الحضرية، التي أطلق عليها اسم «العاصمة» من أجل تعويض انسحاب «ستاريو».