التهمت ألسنة النيران، أول أمس، حافلة تابعة لشركة ستاريو بالقرب من مقر الجماعة الحضرية لسلا دون أن يخلف الحادث أي جرحى. وغادر الركاب الحافلة مباشرة بعد إصابتها بعطب وتصاعد رائحة حريق منها، حيث قام السائق بركنها بمحاذاة المحطة النهائية للترامواي قبل أن تندلع النيران في محركها. ووقع الحادث على بعد أمتار قليلة من مقر الوقاية المدنية التي تدخلت عناصرها من أجل السيطرة على ألسنة اللهب التي امتدت بشكل سريع إلى الحافلة. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من أربعة أشهر على حادث مماثل وقع بحي اكدال بالرباط، بعد أن احترقت حافلة تابعة لنفس الشركة بالكامل، علما أن عدد الحافلات التي احترقت بكل من الرباط وسلا منذ شروع شركة ستاريو في العمل فاق عشر حافلات، وهو ما جعل أصوات عدد من المستشارين تطالب بتقويم وضع قطاع النقل بعد أن أشهرت ستاريو في وقت سابق إفلاسها، ليتم إحداث مجموعة «التجمعات الحضرية العاصمة» كإطار قانوني بديل لتدبير القطاع وضمان عدم توقف خدمة النقل. وقال المستشار الجيراري محمد جمال أن وزارة الداخلية لازالت هي المتحكم الفعلي في تدبير القطاع إلى جانب ستاريو، قبل أن يشير إلى أن القطاع يعيش عجزا ماليا متواصلا بعد أن أعلنت شركة ستاريو في وقت سابق أن حجم خسائرها فاق أربعين مليار سنتيم في ظرف سنتين. وكشف الجيراري أن 47 حافلة لم تظهر إلى الآن في شوارع العاصمة بعد الحديث عن قرب إنهاء إجراءات إخراجها من ميناء الدارالبيضاء، قبل أن يضيف «ليس هناك أي تحسن في وضعية النقل الحضري، ونحن نرفض استيراد حافلات «جوطابل» للعاصمة الرباط وسلا وتمارة»، في إشارة إلى الحافلات الصينية التي تم استيرادها لتشكل أساس أسطول شركة ستاريو، وهي الحافلات التي تحولت إلى خردة بعد أقل من سنتين من الشروع في استغلالها. وعلاقة بلوحات الترقيم الأجنبية التي لازالت تحملها عشرات الحافلات التي جلبتها الشركة من مستودعاتها بأوروبا، قال الجيراري إن هذا الوضع «غير قانوني» وكان من «اللازم إخضاع هذه الحافلات للتعشير واستبدال اللوحات الأجنبية بأخرى مغربية»، قبل أن يشير إلى أن المشاكل التي عانى منها القطاع والتي حولت العاصمة الرباط إلى قبلة للخطافة وممتهني النقل السري هي التي جعلت وزارة الداخلية تتغاضى عن تحرك حافلات بلوحات ترقيم أجنبية منذ أزيد من ثلاث سنوات.