نيودلهي- قضت صونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر الحاكم والتي تعتبر أكثر الشخصيات نفوذا في الهند، ليلتها في مستشفى كبير في دلهي بعد ساعات من عرضها على البرلمان خطة مساعدة غذائية لنحو 800 مليون نسمة أي 70 بالمئة من سكان البلاد، وكانت مصابة »بحمى« قبل أن تخرج على ما أفاد مقربون منها وأطباء. خرجت سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الهندي من مستشفى في نيودلهي بعدما خضعت لبعض الفحوص الطبية، حسبما أفاد متحدث باسم معهد عموم الهند للعلوم الطبية، وقال مدير المستشفى آر سي ديكاديكا إن غاندي كانت تعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وتناولت دواء لا يناسب حالتها، مضيفا أن نتائج الفحوص كانت طبيعية وتم السماح بخروجها. وخضعت غاندي للعلاج من مرض السرطان في الولاياتالمتحدة عام 2011، وبعد بضعة أشهر من الراحة، استأنفت مهامها. وانتخبت سونيا غاندي في أيلول/سبتمبر 2010 لولاية رابعة -وهو عدد قياسي- رئيسة لحزب المؤتمر الهندي معززة بذلك أكثر من أي وقت مضى دورها كصانعة للقرار السياسي في البلاد، وسونيا هي أرملة رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي الذي أغتيل في أيار/مايو 1991، وكان ابن انديرا غاندي رئيسة الوزراء التي اغتيلت أيضا عام 1984، وكانت ابنة أحد صانعي استقلال البلاد جواهرلال نهرو. ويذكر أن أرملة رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي هي واحدة من أقوى الساسة في الهند، وهي من مواليد 9 ديسمبر 1946 من أصل إيطالي، حيث ولدت »سونيا مينو« في »أورباسانو« بالقرب من تورينو بإيطاليا، وهي تنتمي لأسرة من الطبقة الوسطى. إلتقت براجيف غاندي أثناء دراستها للغات في جامعة كامبريدج البريطانية، وتزوجا عام 1968، ثم استقرا في الهند، ورزقت منه بطفلين هما راهول غاندي المولود عام 1970 وابنتها بريانكت المولودة عام 1972، وبعد أن أتمت خمس عشرة سنة من الزواج تمكنت سونيا من الحصول على الجنسية الهندية في عام 1983 نظرا لأن جنسيتها الإيطالية كانت تشكل عائقا أمام طموحاتها وطموحات زوجها السياسية. وبعد اغتيال زوجها بتاريخ 21 مايو 1991، واجهت ضغطاً كبيراً من حزب المؤتمر لتدخل عالم السياسة وتتولى زعامة الحزب، لكنها رفضت هذه العروض، وفضلت أن تعزل نفسها، وهو ما جعل منافسيها السياسيين ?فيما بعد- يصفونها بالشخصية الانطوائية الضعيفة، ثم عادت إلى عالم السياسة وتولت زعامة حزب المؤتمر عام 1998، لتفوز بمقعد بالبرلمان الهندي العام الموالي.سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر الحاكم في الهند تعد واحدة من بين النساء الأكثر نفوذًا على 1.2 مليار نسمة في الهند؛ وقد صنفتها مجلة »فوربس« الأميركية كأقوى شخصية في الهند لقدرتها على إدارة شؤون البلاد في ظل مشكلات جمة تعاني منها الحكومة الهندية الائتلافية المتهمة بالإخفاق في التعامل مع احتجاجات حاشدة ضد الفساد. وفي عام 2011 كان من المتوقع أن تترشح سونيا غاندي لرئاسة الهند، ولكن الحكومة الهندية اعتبرتها أجنبية نظرًا لأصلها الإيطالي، رغم جنسيتها الهندية، وفي نفس العام تعرضت سونيا لوعكة صحية منعتها من مزوالة نشاطها السياسي، وهو الأمر الذي بدا أثره على ابنها راهول الذي تولى شؤون إدارة الحزب أثناء غيابها. ويحسب لغاندي، موقفها إزاء الحادث الأخير الذي هزَّ أركان الهند، حينما تعرضت إحدى الفتيات الهنديات لحادث اغتصاب جماعي، حيث قررت زعيمة حزب المؤتمر الحاكم بالهند عدم الاحتفال بالعام الجديد، حدادًا على وفاة الفتاة.. فيما يسعى حزبها بدعم وإصرار منها إلى نيل موافقة البرلمان على مشروع قانون جديد يضمن عقوبات مشددة على مرتكبي جرائم اغتصاب النساء مع المطالبة بأن يصل سقفها إلى السجن مدة 30 عامًا، بل قد تتعدى ذلك ليُعرّض الجاني لعقوبة الإخصاء الكيميائي. وهو ما يؤكد أن غاندي ترى وضعية المرأة في الهند مشكلة وطنية تطال جميع النساء في شتى الطبقات الاجتماعية، وتحتاج إلى حلول وطنية عاجلة؛ كما ترى أن الإعدام أو السجن ليسا الحل الوحيد لإنهاء الجرائم ضد المرأة، بل لابد من وجود تشريعات وسياسات أخرى توقف مسلسل حالات انتهاك حقوق البشر والمرأة التي تعاني منها الهند.