هناك مجموعة من الأسئلة تحرقني، ولم أجد لها جوابا، في قضية العفو الملكي عن البطل القومي للبيدوفيليا. 1 - كيف يعقل أن يتم العفو عن هذا العضو النشيط في مؤخرات الأطفال، في شهر رمضان الأبرك الذي تعتقل فيه العفاريت، والحكومة نائمة؟ هل الحكومة لا تعمل بكل أجهزتها حتى المخابراتية، إلا إذا أطلقت العفاريت؟ لتجد مع من تتقارع ومن تطارد؟ أم أن التماسيح هيأت المجال لرمي الطلاسم على أعين الحكومة، لكي لا ترى العفريت يصدر عفوه موقعا بيد ملكية لا علم لها بهذا البطل البيدوفيلي؟ أم أن حرمة رمضان بالنسبة لحكومة متدينة لا تسمح لها بالخوض في المحرمات، مادام أن المقدس يحرم التعرض له؟ 2 - هل الارتباك الذي حصل في بلاغات وزارة العدل، والمتجلي في نوع الكلمات التي صيغت بها هذه البلاغات، هي من نوع التعويذات التي يتعوذ بها الإنسان عندما يكون في معرض المس من الجن والعفاريت؟ أم أنها ارتباك سياسي خوفا من عضة تمساح، أو حتى نق ضفدع؟ وأين هي بلاغات الأجنحة السياسية للأحزاب الحاكمة «الثلاثة» على الأقل؟ وأين هي بلاغات أجنحتها الدعوية؟ وشبيباتها التي أمطرتنا بالبيانات والندوات والحفلات لفائدة رئيس مخلوع من شعبه في دولة تبعد عنا بعد تماسيح أستراليا الفتاكة، وبعد العفاريت على الأقل في رمضان؟ وهل سكتة الرئيس المدير العام للأزمات الحكومية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، وتبنيه موقف «فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» تعتبر سكتة إيذانا بالخلوة الكبرى عن السياسةle grand retrait politique؟ أم سكتة «الطرح كبار الخوت لا الكرسي لا الشارع»؟ 3 - عندما جاء البلاغ الملكي، وهو الذي أنصفني أنا شخصيا من الضرب الذي تعرضت له من هجمة وزير داخلية، في حكومة أول رئيس حكومة بصلاحيات دستورية كبيرة، تمنع قمع المظاهرات السلمية، وتأكد على احترام حقوق الإنسان كلها، «ماشي غير حقوق للي صوتوا على الأحزاب لي فالحكومة» قلت في نفسي أن هذه الهجمة على شعب مسالم أعزل لم يقل في شعاراته «يسقط النظام أو الملك، أو الحكومة، أو «البوليسي لي بقات عندو صندلة أمل الستا» لم يقل يسقط أي شيء فسقطت عليه الهراوات المطاطية والخشبية، وتلقف ركلات الأحذية، ونطح الخوذات البوليسية، الخضراء والزرقاء، قلت أن هذه الهجمة بهذه الشراسة كانت لتقول للمغاربة أن دمهم الذي سال أمام محراب المحصنين بتصويت هذا الشعب عنهم، هذا الدم الزكي سيغسل لا محالة ظلم من انتشى بهذا العفو، ومن استغل هذا العفو لأغراض سياسوية، ومن سكت عنه، ولن أقول لمن سيجد لي أجوبة على هذه الأسئلة، إلا العفو يا مولانا.