برنامج قصة الناس ، برنامج حديث منقول ومنسوخ عن برامج غربية استطاع في ظرف وجيز أن يكسب متابعة العديد من المغاربة في وقت تشهد فيه القنوات المغربية هجرة لا حدود لها من قبل متتبعيها . المهم هاذ البرنامج ، وإن كثر عنه القيل والقال ، إلا أنني تمنيت من أعماق أعماق قلبي أن يستقبل أناسا بأعينهم ، وأن أرى فيه نوعا خاصا من الناس جالسا كأيها الناس يحكي للناس قصته مع الناس . نعم تمنيت أن أرى واحدا ممن قال عنهم الليث المنزوع الأنياب بأنهم تماسيح ، جالسا في بلاتو قصة الناس يحكي للعالمين كيف تحول من مجرد إنسان عادي حملته أمه وهنا على وهن وأرضعته وخرقته كما يخرق بقية الناس وساعدته على الحبو وعلى المشي على ثلات وجمعت له فراشه " المتختخ " حين بدأ يمشي على اثنين، حتى إذا بلغ أشده وبلغ من " التحرايميات " مبلغا شيطانيا تحول إلى تمساح يقتل الروح النبيلة للمسؤولية وينهش عظام الديموقراطية ويفتت خيرات الشعب بأنيابه ويمص دم المستضعفين دون شفقة تذكر أو رحمة تسجل ليذرف في آخر المطاف دمعة على ضحاياه يعرف من خبر التماسيح عن بعد وعن قرب كيف تذرف ولم تذرف . تمنيت كذلك أن يجلس بين الناس في إحدى حلقات قصة الناس واحد ممن استعصى على صاحب " واش فهمتيني ولا لا " فهمهم والكشف عنهم ففضل نعتهم بالعفاريت ليعرَبوا نعتا تابعا لمنعوته يجر الحكومة من ألفها إلى يائها ليدوخها بين متاهات لا نهاية لها وليعلمها دينا جديدا وشعارا جديدا مفاده كما يفهمه الجميع " قولوا العام زين " . تصوروا لو أن عفريتا جلس يحكي للناس قصته في البرنامج المذكور ، يحكي كيف زور الانتخابات، وكيف سرق الخيرات، وكيف نهب الثروات وكيف سلب الحقوق ، وكيف سلخ الناس ومص الدماء وكيف تربص بالأحرار الدوائر وتتبع عورات المناضلين فلفق لهم التهم تلو التهم ، وكيف باع ضميره بأبخس الأثمان ، وكيف هان عليه جعل المغرب شاهدا على سنوات زور وبهتان ، وكيف أفلح في صناعة رماد يذر في العيون ،...وكيف وكيف ... تصوروا ماذا سيقع ؟؟؟ حين بحت بهكذا تمني لأحد الأصدقاء الأعزاء ، نهرني بسخرية وتهكم ثم قال كمن يحاول إقناعي بضرورة العدول عن حقي في الحلم والتمني : غير قول لي يا المصرفق واش عمرك شفتي شي تمساح ولا عفريت في برنامج مسرح الجريمة . قلت له لا كانشوف غير المزاليط قال : واش عمرك شفتي شي مسؤول سابق سرق الميزانية ديال الدولة دوزوه في برنامج مداولة ؟؟؟ . قلت : لا يا الله كانشوف رشيد الوالي وواحد الممثل ما بقيت عارف واش هو مجرم ولا ممثل ... فقال : كذلك قصة الناس يا هذا ، لن يظهر فيها لا تمساح ولا عفريت ولا ضفدع أصم ولا سبع ولا نمر ... فقط ستظهر فيها أنت وأنا وعامة الشعب ... لأنهم يا هذا يستمتعون برؤية بعضنا يتفرج على بعض ، ويصرون على تركنا هكذا لا يشغلنا إلا الوقت الذي سنتفرج فيه على بعضنا البعض ...لأنهم كما قال وزيرنا الهمام : تماسيح للدماء تسيح ... وعفاريت لنا تستبيح وبغفلتنا تستريح ... وذي قصة يا ولد الناس لا تفهم ولا تدرك بالتفرج على قصة الناس .