كشفت مصادر مقربة من وزارة النقل والتجهيز، أن الوزير عزيز الرباح أرسل بعثة مكونة من 10 مدراء ورؤساء مصالح، يتقدمهم مدير النقل الجوي المحسوب على حزب العدالة والتنمية، في سفرية إلى فرنسا للمشاركة في معرض «بورجي» لصناعة الطيران، وهو ما أثار غضب الأطر العاملة بمديريات النقل الجوي والطيران المدني بعدما خلت الادارة من المدراء ورؤساء المصالح الذين سافروا جميعهم إلى فرنسا دون أن يفوضوا من ينوب عنهم في التوقيعات، معطلين بذلك العديد من مصالح هذه المديريات. وأضافت مصادرنا أنه بالرغم من خطابات ترشيد النفقات والتقشف الاداري التي ما فتئ الوزير الرباح نفسه يرددها في كل الاجتماعات، وبالرغم من دورية رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران التي تنص صراحة على الحد من السفريات إلا في حالات الضرورة القصوى، فإن ذلك لم يمنع سفر عشرة مدراء ورؤساء مصالح لهم مهام إدارية محضة ، إلى معرض مخصص أصلا لصفقات بيع وشراء الطائرات. وبعد امتناع منظمي معرض البورجي عن التكفل بأية مصاريف لبعثة الرباح، اضطرت الوزارة إلى تحمل جميع تكاليف سفرية المدراء المغاربة التي انطلقت قبل افتتاح المعرض بيومين، وتتضمن تذاكر الطائرات ومصاريف الأكل وحجز الفنادق ومصروف جيب لا يقل عن 1200 درهم يوميا .. كل هذا من أجل التفرج على جديد عالم الطائرات في معرض لا علاقة له بقوانين واستراتيجيات تنمية القطاع، وتساءلت مصادرنا عن علاقة هذا المعرض مثلا برئيس قسم الدراسات والتخطيط المكلف بتدبير الميزانية؟! وانتقد عدد من الأطر العاملة بوزارة النقل والتجهيز، في شكاية توصلنا بها، ما وصفوه ب «بدعة جديدة أسس لها الوزير مؤخرا في السفريات إلى الخارج، تكمن في بعث الملتحين والمحجبات الموالين لحزبه والمتعاطفين معه إلى الخارج في مأموريات تتعلق بتدبير ملفات لا علاقة لهم بها، حيث يشرف عليها رؤساء مصالح وأقسام غير موالين لحزب الوزير، وآخرها سفرية الوزير حاليا إلى اسبانيا للمشاركة في معرض اللوجستيك والذي يتواجد فيه مع حاشيته رغم أن عددا منهم لا علاقة له باللوجيستيك، كما هو الشأن بالنسبة لرئيس مصلحة تدبير الميزانية الذي تنحصر مهمته في الحسابات. «علما بأن الأولى بالحضور في هذا المعرض هم مسؤولو الوكالة المغربية للتنمية اللوجستيكية التي مازالت في وضعية جمود وبدون موارد بشرية لتنفيذ استراتيجية لتنمية قطاع النقل..