على إثر ما تعرضت له السيدة «نوال.ل» ووضعها لمولود ميت بمرحاض جناح التوليد بالمستشفى الاقليمي ابن باجةتازة، خلال الأسبوع الجاري، طالب فرع المركز المغربي لحقوق الانسان بتازة النيابة العامة بفتح تحقيق نزيه في الواقعة المؤلمة، وإخبار الرأي العام بنتائج التحقيق للحدّ من الاستهتار بصحة وأرواح المواطنين بالإقليم. كما طالب الفرع الحقوقي في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، بلجنة تفتيش مركزية من وزارة الصحة للوقوف على الخروقات المتكررة بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي، والتي تناولها الرأي العام المحلي والوطني بدل التذرع بقلة الأطر الطبية، معتبرا الواقعة انتهاكا للحق في الحياة وسلوكا بشعا في حق الكرامة والأمومة. من جهته، استهجن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة، المسّ الخطير بالحق في الحياة والتكرار الممنهج للحطّ من الكرامة الإنسانية داخل المستشفى الإقليمي بتازة، الذي جعل المواطنة «نوال.ل» تضع مولودها داخل أحد مراحيضه، جاردا السجل الحافل للخروقات والانتهاكات والوفيات المسجّلة بالمستشفى والتي كانت محط مراسلات سابقة لعدد من الجهات. كما وقف فرع الجمعية في تقريره الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، على معاناة مواطني تازة في الولوج إلى المستشفى الإقليمي بدءا من الممارسات المشينة لحراس الأمن والابتزاز والاحتقار للمرتفقين بجميع الأقسام.. إلى العطالة المستمرة لأجهزة الفحص والسكانير والنقص الحاد في الموارد الطبية والبشرية، معتبرا ذلك قمة التناقض المطلق مع المادة 20 من الدستور المغربي والمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. إلى ذلك، طالب فرع الجمعية على غرار فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق عاجل ومستقل في الوفيات والأخطاء الطبية، ومظاهر الابتزاز والرشوة والنقص الحاد في الموارد البشرية ونقص في الطاقة الاستيعابية والاستجابة للمطالب المادية والمعنوية واللوجستيكية ليشتغل الطاقم الطبي والإداري في شروط لائقة تحترم عمله وحق المواطن في العلاج. في سياق متصل استنكر نشطاء حقوقيون وسياسيون ونقابيون محليون موقف السلطات الإقليمية في التعامل مع الحوادث والاخطاء المسجلة بالمستشفى الإقليمي بتازة والتي ما فتئت تطفو على صفحات الجرائد المحلية والوطنية، متسائلة عن عدم عرض السلطات ومناقشتها للوضع الصحي الحقيقي بالإقليم دون عمليات للتجميل أو ذر للرماد بعيون المتتبعين من خلال إدراج نقط شكلية حول الصحّة بدورات المجلس الإقليمي في إشارة إلى دورة ماي المنصرم، ملوحين ببدء بعض الفعاليات الحقوقية وأطياف سياسية ونقابية وجمعيات المجتمع المدني الاستعدادات لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مستشفى ابن باجةبتازة بداية الأسبوع المقبل على خلفية ما يعرفه الوضع الصحي بالمدينة من تَرَدٍّ واضح نتيجة قلة الأطر الطبية وشبه الطبية وانتقالات بعض الأطباء إلى مدن أخرى دون تعويض في بعض التخصصات، و لإثارة انتباه المسؤولين محليا ووطنيا لما يحدث من كوارث بهذا الجناح، والتي باتت تهدد النساء الحوامل اللائي يتوافدن على هذا المستشفى. جدير بالذكر، أن السيدة «نوال. ل» وضعت مولودها ميتًا بمرحاض بالمستشفى الإقليمي ابن باجةبتازة، زوال الخميس، وذلك بعدما ظلت ترقد بجناح الولادة لمدة ثلاثة أيام دون علاج ولا فحص ولا أدنى مساعدة يصرّح زوجها. ويضيف في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كونه ظل يتنقل بين أقسام المستشفى ومصالح المسؤولين إلاّ أنه لم يجد أحدا ينظر لوضعية زوجته التي عانت الإهمال مما اضطرها للوضع في مرحاض وفي وضعية مقرفة و لاإنسانية وحاطة من الكرامة البشرية. وردا على هذا الحادث أصدرت وزارة الصحة بلاغا، توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منه، أوضح بأن سيدة ولجت المستشفى الإقليمي ابن باجةبتازة، يوم الأربعاء 12 يونيو، التي لما أجريت لها الكشوفات الطبية ، ثبت أن جنينها الذي كان في أسبوعه الرابع والثلاثين «8 أشهر»، ?ميت في رحمها، حيث أجريت لها الفحوصات المخبرية لمعرفة سبب وفاة الجنين، وارتأى الفريق الطبي ألا يجري لها العملية القيصرية مادام الجنين ميتا في انتظار سقوطه من رحمها بشكل طبيعي . وفي السياق ذاته، أشار البلاغ المذكور بأنه في اليوم الموالي الخميس 13 يونيو، وفي? لحظة مفاجئة، أحست السيدة بالرغبة في قضاء حاجتها، ورافقتها سيدة من ذويها إلى المرافق الصحية، حيث باغتها المخاض، واستلقت على الأرض، وحينها كانت إحدى عاملات النظافة تقوم بعملها داخل المرافق الصحية ، فنادت على القابلات? وتم نقلها مباشرة، على وجه الاستعجال، إلى قاعة الولادة،? وهناك سقط الجنين في حالة عادية داخل قاعة الولادة، وأعطيت لها العناية اللازمة في مثل هذه الحالات. ?وقد عرفت حالتها تتبعا من طرف مندوب الصحة بالجهة ومدير المستشفى والطاقم الطبي، فضلا عن استقبال الزوج من طرف المندوب الجهوي والذي تمت طمأنته على الحالة الصحية لزوجته.