كشفت مصادر مطلعة للجريدة أن زيارة رجب أردوغان زعيم العدالة والتنمية التركي للمغرب، خلفت مزيدا من الاحتقان داخل وزارة الخارجية المغربية بسبب ما أسمته مصادرنا احتكار سعد الدين العثماني وبنكيران لتفاصيل الزيارة وعدم اطلاع باقي الأطراف على بعض التفاصيل كما هو شأن يوسف العمراني الوزير المنتدب والذي بقي بعيدا عن كثير من التفاصيل وخاصة الترتيبات الحزبية للزيارة، حيث أوضحت مصادرنا أن الجناح الدعوي للعدالة والتنمية المغربي ومسؤولين حزبيين نافذين كانوا في صلب النقاش البين حزبي، خاصة وأن الوفد التركي كما كشفت ذلك الصحافة الجزائرية تضمن وجوها بارزة في صفوف «العدالة والتنمية» التركي. وشددت مصادرنا على أن الزيارة فشلت على المستوى الرسمي لأن رجال الأعمال المغاربة لم يتمكنوا من عقد أية صفقات رسمية. فقد رجحت مصادر الجريدة أن مقربين من العدالة والتنمية من رجال الأعمال استفادوا من اتفاقيات تجارية، ومن عقد صفقات ستظهر للوجود قريبا عبر جمعية أمل التي ساندتها حكومة عبد الإله بنكيران في لعب دور أساسي في ترتيب الزيارة، وإقصاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب الذي تقوده مريم بنصالح. وأفادت ذات المصادر أن المغرب لا يرغب في تحويل البلاد الى سوق تحتكرها تركيا الساعية للهيمنة من جديد على العالم الاسلامي، مضيفا أن المغرب دائما يضع مسافة عكس توجه رئيس الحكومة الذي يرى من وجهة نظر حزبية أن أتراك تركيا قد يشكلون دعما لتجربته في التسيير ونموذجا يحتذى به. وشددت مصادر الجريدة على أن جهات عديدة تعاملت بحذر مع زيارة الوفد التركي، خاصة في ظل غياب الملك في زيارة خاصة لفرنسا حيث كان أردوغان حسب نفس المصادر ينتظر استقبالا ملكيا، وأن تقام له استقبالات شعبية وهو الامر الذي لم يحدث ليغادر المغرب على إيقاع مطالبة جمعية حقوقية برحيله، نظرا للانتهاكات الجسيمة التي خلفها تدخل قوات الأمن التركية في مواجهة محتجين وإصابة الآلاف بجروح، وتسجيل عدد من القتلى.