بات مؤكدا أن رئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوغان لن يحظى باستقبال الملك محمد السادس، كما وعده بذلك وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني في آخر لقاء جمعه به في تركيا، حيث أعلن العثماني في أعقاب تلك الزيارة لوكالة أنباء الأناضول أن أردوغان سيزور المغرب وسيستقبل من طرف جلالة الملك. وضربت الحكومة حصارا حول زيارة المسؤول التركي ولم تعلن الخارجية المغربية عن جدول أعمال الزيارة، باستثناء الجانب الاقتصادي الذي تسرب في شكل خلافات بين الزوار ورجال الأعمال المغاربة. وأكد مصدر حكومي، رفض ذكر اسمه، أن الحكومة لا تعرف ما إذا كان الملك سيستقبل أردوغان أم لا، وإن كان سعد الدين العثماني قدم التزاما بهذا الشأن، فإنه يكون ارتكب خطأ جسيما لأن ليس من صلاحياته هذا الامر. وألمحت مصادر مطلعة الى أن الزيارة رتب لها العثماني وبنكيران بشكل سري، بعيدا عن باقي أعضاء الحكومة. كما شددت المصادر على أن قنوات غير رسمية، أي حزبية، تكون ساهمت في ترتيب الزيارة وتدقيق برنامجها خاصة أن الحزبين يحملان نفس الاسم «العدالة والتنمية» ويلتقيان في نفس المرجعية. ورجحت نفس المصادر أن يكون تدبير الملف المغربي - التركي مثار غضب جهات نافذة رأت فيه تجاوزا للخطوط الحمراء في المجال الديبلوماسي الذي ظل لعقود داخل ما كان يسمى وزراء السيادة. وكانت خلافات عميقة سجلت بين يوسف العمراني والعثماني تداولت بشأنها وسائل الإعلام ،كما وجهت انتقادات بسبب أخطاء دبلوماسية خاصة في تدبير ملف الصحراء وبعض قضايا الجالية المغربية في الخارج وغيرها. وكانت زيارة العثماني لتركيا في مارس 2012 ، حظيت باستقبال تركي رسمي، خاصة وأنها كانت أول زيارة من حجم وزير خارجية مغربي يزور أنقرة منذ ربع قرن، وصدرت حينها تصريحات تركية تشدد على توطيد العلاقة مع المغرب خاصة في المجال الاقتصادي.