في الوقت الذي خلا فيه بلاغ رئاسة الحكومة من أي إشارة إلى استقبال الملك لرئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوكان، ولم يصدر فيه أي بلاغ للقصر الملكي في الموضوع، سارع وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني إلى تأكيد استقبال الملك للوزير الأول التركي الذي يرتقب أن يحل اليوم بالمغرب في زيارة رسمية تمتد إلى غاية بعد غد الأربعاء مرفوقا بوفد مهم من أعضاء الحكومة ورجال الأعمال الأتراك. وبذلك فإن العثماني يجزم بعودة الملك إلى المغرب من فرنسا بتأكيده استقبال الأخير للوزير الأول التركي حسب ما يفهم من تصريحه الذي أدلى به لوكالة الأنباء "الأناضول" التركية. يأتي ذلك في وقت تشتعل فيه تركيا باحتجاجات قوية ضد إقامة مشروع كبير في مجمع تقسيم التاريخي باسنطبول الذي يتمتع برمزية تاريخية خاصة لدى الشعب التركي، في وقت نفى فيه رئيس الحكومة التركي الخبر جملة وتفصيلا، مؤكدا في تصريحات صحفية أن الأمر يتعلق بإعادة بناء القلعة العثمانية التي هدمها أتاتورك، وبأن سبب الاحتجاج يعود، على حد قوله، إلى إصدار البرلمان قانونا يقيد بيع الخمور في الأماكن العامة بتركيا. وتشير مصادر إلى أن معارضي أردوكان لن يتوانوا في الرفع من ايقاع احتجاجاتهم ضد رئيس الوزراء التركي الذي وصفوه ب"الدكتاتور"، في ما يشبه ربيعا تركيا يلوح في الأفق ضد هيمنة الإسلاميين على الحكم في تركيا. من جهة أخرى، تحدث وزير الخارجية سعد الدين العثماني، في تصريحه لوكالة الأناضول، أمس الأحد، عن دلالات زيارة أردوغان للمغرب وأهميتها في توطيد أسس التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. وأوضح العثماني أن "أهمية الزيارة تتجلى في ثلاثة محاور، الأول وهو سياسي حول ملفات مثل سياسة المغرب في إفريقيا ومنها مالي ثم سوريا ثم العلاقات الثنائية الاستراتيجية، بينما المحور الثالث يتجلى من خلال أهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين". وكشف وزير الخارجية في هذا الصدد أهمية الزيارة لرجال الأعمال الأتراك لتعزيز التعاون مع نظرائهم المغاربة وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وسيقيم الملك اليوم الاثنين حفل عشاء على شرف طيب رجب اردوكان ولا يعرف لحد الان ما اذا كان الملك سيحضره ام لا