أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أن المغرب قام بالإصلاحات والتحولات اللازمة بطرق ديمقراطية وبهدوء٬ في سياق الربيع العربي٬ الذي سهل " الطفرة الديمقراطية بالمنطقة"، مُبرزا أن الملك محمد السادس متفهم للغاية لمطالب المغاربة. وأشار العثماني٬ في حديث نشرته أمس الأربعاء وكالة الأنباء التركية (أناضول)٬ على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها لأنقرة (18 -20 فبراير الجاري)٬ إلى أن الربيع العربي أظهر أن شعوب المنطقة تتمتع بالحيوية مذكرا بأن المغرب شهد بدوره حركة احتجاجية قادها الشباب ودعمتها أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية وجمعيات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام. واستعرض الوزير في هذا السياق٬ المراحل المختلفة التي قطعها المغرب في مسار الإصلاحات السياسية٬ مشيرا في هذا الصدد٬ إلى تكوين لجنة لصياغة دستور جديد في إطار مقاربة واسعة تشاركية٬ ومستجدات الوثيقة الجديدة٬ وتشكيل حكومة جديدة عقب انتخابات تشريعية مبكرة. وبخصوص العلاقات المغربية التركية٬ أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب وتركيا تجمعهما علاقات أخوية ضاربة في أعماق التاريخ٬ معتبرا أن الرباط وأنقرة تنسقان مواقفهما في إطار المنظمات الدولية. وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا ترقى الى المستوى المنشود٬ مشددا على أن زيارته لتركيا٬ الأولى لوزير مغربي للشؤون الخارجية والتعاون منذ 25 سنة٬ شكلت مناسبة لتوقيع اتفاقيات ثنائية في عدد من المجالات. وفي ما يتعلق بالأزمة في سورية٬ ذكر الوزير بموقف المغرب المعارض لتسليح المعارضة السورية٬ مشددا على أهمية فرض المزيد من الضغوط على نظام بشار الأسد ودعم المعارضة المدنية من أجل وقف إراقة الدماء في سورية بطرق ديمقراطية. وأكد العثماني أن المغرب٬ العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي٬ بذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه٬ سواء على مستوى الأممالمتحدة أو على مستوى جامعة الدول العربية وغيرها من المحافل الدولية٬ من أجل العمل على إيجاد حل للأزمة السورية يحمي السكان المدنيين في هذا البلد. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ قام في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام للعاصمة التركية٬ حيث أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله غول٬ ورئيس البرلمان جميل جيجك٬ ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان٬ ووزير الشؤون الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.