استقبل الوزير الأول التركي، طيب رجب أردوغان، بداية الأسبوع الجاري، بأنقرة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لتركيا. وقال العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء، إنه بحث مع رئيس الحكومة التركية سبل تعزيز التعاون بين المغرب وتركيا. وأشار العثماني إلى أن أردوغان عبر بالمناسبة عن إعجابه بتجربة المغرب، الذي نجح، في محيط إقليمي مضطرب، في القيام بإصلاحات سياسية في مناخ مطبوع بالاستقرار. وأضاف أن أردوغان حيا الدور الهام الذي لعبه جلالة الملك محمد لسادس في هذا الإطار مشيرا إلى أنه قدم أردوغان بالمناسبة تعازيه في حادث مقتل، يوم الجمعة الماضي، 12 جنديا تركيا في تحطم طائرة هيليكوبتر تركية تابعة لقوات الحلف الاطلسي بأفغانستان (إيساف). وكان العثماني، الذي يقوم بأول زيارة رسمية لوزير خارجية مغربي لتركيا منذ 25 سنة، قد استقبل أيضا من قبل رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول الذي حيا «حكمة وبعد نظر جلالة الملك محمد السادس». وقال العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للإنباء إن الرئيس التركي أوضح بالمناسبة أن العلاقات بين المغرب وتركيا هي»قوية ومتميزة». ومن جانب آخر، أكد وزير الشؤون الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أول أمس الاثنين بأنقرة، أن المغرب الذي نجح في تحقيق إصلاحات مهمة في عدد من المجالات، أصبح «قاطرة للديمقراطية في المنطقة». وأشاد الوزير التركي، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني، بالإصلاحات «الهامة» التي انخرط فيها المغرب، والتي أكسبته اعترافا واعتبارا على المستوى الدولي وعلى رأسها تركيا. وأشار الدبلوماسي التركي إلى أن المغرب نجح في إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ضرورية تستجيب لانتظارات المغاربة في هدوء وسكينة، مشيرا بالخصوص إلى المصادقة على دستور جديد، وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، وتشكيل حكومة جديدة يرأسها الحزب الذي حصل على أغلبية الأصوات. وقال أوغلو، الذي عبر عن استعداد بلاده لمواكبة المغرب، الذي يعد مثالا للتغيير السلمي الناجح والهادئ، إن المملكة بفضل هذه التغييرات التي تعكس الرؤية الإستراتيجية لدى المسؤولين المغاربة، أصبحت «نموذجا ناجحا» في المنطقة. وكان وزير الشؤون الخارجية التركي، تباحث مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني، حول سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف. وقام المسؤولان بهذه المناسبة، بتقييم شامل لعلاقات التعاون فيما بينهما في كافة المجالات، معبران عن ارتياحهما لتوافق في وجهات نظرهما حول القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمة السورية. وذكرا، بهذه المناسبة، رفضهم لاستخدام القوة لتسوية الأزمة السورية، مشيرا إلى أن أي تدخل عسكري في هذا البلد، الذي مايزال النظام فيه يواصل قمع الانتفاضة الشعبية، من شأنه أن تكون له عواقب وخيمة في المنطقة بأسرها. وعلى الصعيد الثنائي، اتفق الوزيران على وضع آليات عملية من شأنها مضاعفة حجم المبادلات التجارية والاستثمارات التركية في المغرب وعدد المنح الدراسية الممنوحة للطلبة المغاربة في تركيا، كما اتفقا أيضا على مضاعفة وتيرة المشاورات السياسية.