سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العثماني: المغرب وأنقرة عازمان على تعزيز تعاونهما على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف وزير الشؤون الخارجية التركي: المغرب قاطرة للديمقراطية في المنطقة
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، أول أمس الاثنين، بأنقرة٬ إن المغرب وتركيا اتفقا على تعزيز تعاونهما على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف٬ بالنظر إلى تطابق وجهات نظرهما بخصوص جميع القضايا الإقليمية والدولية. (ماب) وصرح العثماني٬ خلال ندوة صحفية مشتركة، عقدت خلال مباحثات أجراها مع الوزير التركي للشؤون الخارجية، أحمد داوود أوغلو٬ أن البلدين اللذين تربطهما علاقات قوية وتاريخية ومتينة٬ يتقاسمان الانشغالات نفسها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحذوهما إرادة قوية لمواصلة تعزيز تعاونهما في جميع المجالات. وأكد أن الرباط وأنقرة يعملان معا لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ مضيفا أن التنسيق بين البلدين في المنظمات الدولية قائم فعليا، وسيجري تعزيزه أكثر في المستقبل. كما أكد العثماني٬ الذي بدأ يوم الأحد المنصرم، زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام إلى تركيا٬ أن مباحثاته مع نظيره التركي كانت مثمرة، وساهمت في الاتفاق على الآليات العملية التي من شأنها مضاعفة حجم المبادلات التجارية الثنائية٬ والاستثمارات التركية في المغرب وعدد المنح الدراسية الممنوحة للطلبة المغاربة في تركيا. وجرى الاتفاق بين البلدين على مضاعفة وتيرة المشاورات السياسية٬ حسب العثماني٬ الذي وصف نتائج زيارته إلى تركيا ب "المهمة جدا" و"تعكس الأهمية الاستراتيجية للعلاقات" بين الرباط وأنقرة. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية التركي٬ أحمد داوود أوغلو ٬ أول أمس الاثنين، بأنقرة٬ أن المغرب الذي نجح في تحقيق إصلاحات مهمة في عدد من المجالات٬ أصبح "قاطرة للديمقراطية في المنطقة". وأشاد الوزير التركي٬ في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني٬ بالإصلاحات "المهمة" التي انخرط فيها المغرب٬ والتي أكسبته اعترافا واعتبارا على المستوى الدولي وعلى رأسها تركيا. وأشار الدبلوماسي التركي إلى أن المغرب٬ تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس٬ نجح في إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ضرورية تستجيب لانتظارات المغاربة في هدوء وسكينة٬ مشيرا بالخصوص إلى المصادقة على دستور جديد٬ وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة٬ وتشكيل حكومة جديدة يرأسها الحزب الذي حصل على أغلبية الأصوات. وقال أوغلو٬ الذي عبر عن استعداد بلاده لمواكبة المغرب٬ الذي يعد مثالا للتغيير السلمي الناجح والهادئ٬ إن المملكة بفضل هذه التغييرات التي تعكس الرؤية الاستراتيجية لدى المسؤولين المغاربة٬ أصبحت "نموذجا ناجحا" في المنطقة. وكان وزير الشؤون الخارجية التركي٬ تباحث مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني٬ حول سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف. وقام المسؤولان بهذه المناسبة٬ بتقييم شامل لعلاقات التعاون في ما بينهما في كافة المجالات٬ معبران عن ارتياحهما لتوافق في وجهات نظرهما حول القضايا الإقليمية والدولية٬ بما في ذلك الأزمة السورية. وذكرا٬ بهذه المناسبة٬ رفضهم لاستخدام القوة لتسوية الأزمة السورية٬ مشيرا إلى أن أي تدخل عسكري في هذا البلد٬ الذي ما يزال النظام فيه يواصل قمع الانتفاضة الشعبية٬ من شأنه أن تكون له عواقب وخيمة في المنطقة بأسرها. وعلى الصعيد الثنائي٬ اتفق الوزيران على وضع آليات عملية من شأنها مضاعفة حجم المبادلات التجارية والاستثمارات التركية في المغرب، وعدد المنح الدراسية الممنوحة للطلبة المغاربة في تركيا٬ كما اتفقا أيضا على مضاعفة وتيرة المشاورات السياسية. وبعد مباحثاته مع نظيره التركي٬ شارك العثماني في ندوة نظمها مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التابع لوزارة الشؤون الخارجية التركية. وفي تدخل له بهذه المناسبة٬ قال العثماني إنه في المغرب٬ كما هو الحال في العديد من بلدان المنطقة٬ كانت هناك انتظارات سياسية واقتصادية واجتماعية٬ إلا أن المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس٬ تعاملت معها ب "طريقة إيجابية"٬ وفقا لمقاربة استشرافية وتشاركية منفتحة على جميع مكونات المجتمع المغربي والشركاء الدوليين للمملكة. كما استعرض، أيضا، المصادقة على الدستور الجديد، الذي جرى إعداده وفق مقاربة تشاركية٬ وتنظيم انتخابات تشريعية، وتشكيل حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية، الذي فاز في هذه الانتخابات. وأكد أن نجاح المغرب في تدبير هذه المرحلة المهمة في تاريخ المنطقة يعد تتويجا لمسلسل طويل من العمل والإصلاحات التي بدأت في البلاد منذ الاستقلال وحتى من قبل.