كشف الطيب رجب أردوغان، رئيس الحكومة التركية، بأن الملك محمد السادس سيزور تركيا في الشهر الأول من السنة القادمة، لتكون أول زيارة رسمية له لهذا البلد، وفق ما أبلغه به المسؤولون المغاربة عند وصوله للرباط اليوم الاثنين في جولة مغاربية تقوده إلى كل من الجزائر وتونس أيضا. ويأتي إخبار أردوغان، الذي جاء للمغرب بالرغم من اشتعال فتيل الاحتجاجات منذ أيام قليلة في بعض المدن التركية، بأن الملك سيزور أنقرة خلال مطلع سنة 2014، كمحاولة فيما يبدو من الطرف المغربي لطمأنة الجانب التركي حول اهتمام العاهل المغربي باللقاء مع المسؤولين الأتراك. وتبين أن زيارة أردوغان، بالرغم من أهميتها السياسية والاقتصادية الحيوية، لم تعجل بعودة الملك من إجازته الخاصة التي يقضيها في فرنسا منذ أسابيع قليلة، حيث لا تتضمن أجندة رئيس الحكومة التركية أي لقاء مع الملك، رغم ما نُسب إلى وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني من تصريحات له، أمس الأحد، من كون أردوغان سيلتقي بالعاهل المغربي لدى زيارته للرباط. وكان الزعيم التركي قد زار المغرب سنة 2005، فاستقبله حينها الوزير الأول إدريس جطو الذي زار بعد ذلك العاصمة التركية أنقرة، وتم التوقيع حينئذ على اتفاقية التبادل الحر بين البلدين عام 2006، والتي ساهمت في تدفق الاستثمارات بين البلدين. واعتبر البعض أنه بعدم استقبال الملك للضيف الكبير والاستراتيجي للمغرب، بسبب أنه لا يزال في عطلته المفتوحة بفرنسا، تكون الرباط قد أضاعت نقطا ثمينة قد تدعم مسار العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة بالنظر إلى الوزن الثقيل الذي باتت تلعبه تركيا في موازين القوى الدولية. ويرى البعض الآخر بأن العلاقات بين الرباطوأنقرة لا تحددها بالضرورة استقبال ملكي لرئيس وزراء تركيا، أو زيارة العاهل المغربي لبلاد الأناضول، باعتبار أن حكومتي البلدين عازمتان على تطوير الشراكة بينهما، خاصة في العلاقات الاقتصادية والتجارية المتنامية.