سيزور رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان المغرب يومي 3 و4 من الشهر المقبل حيث من المرتقب بأن يحظى باستقبال كبير لاسيما وأن جامعة محمد الخامس ستمنحه دكتوراه فخرية. وتأتي زيارته هذه في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والبحث عن مخاطب رئيسي في المغرب العربي-الأمازيغي. وتفيد مصادر دبلوماسية تركية بزيارة أردوغان الى المغرب لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين والتي شهدت قفزة نوعية كبرى بسبب التوافق بين أنقرة والرباط في عدد من الملفات الدولية ومن ضمنها القدس والملف السوري. ولعل النجاح الكبير يبقى هو ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين والاستثمارات التركية في المغرب التي استفادت من اتفاقية تبادل تجار حر بين البلدين. ويحظى أردوغان بقبول كبير وسط الرأي العام المغربي بسبب مواقفه المدافعة عن الديمقراطية والقضايا الإسلامية وأساسا مواجهته لإسرائيل. وكشفت استطلاعات الرأي في العالم العربي شملت المغرب بالشعبية التي يتمتع بها أردوغان. وستتضمن أجندة أردوغان لقاءا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس ولقاءا مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وحضور لقاء اقتصادي مغربي-تركي في الدارالبيضاء ومنحه دكتوراه فخرية من جامعة محمد الخامس. ويعتبر حزب العدالة والتنمية هذه الزيارة استراتيجية له لأنه ينتمي الى نفس العائلة السياسية العدالة والتنمية التركي، وتشكل التجربة التركية نموذجا قويا لأصحاب ابن كيران الذين أرسلوا عدد من أطرهم للتكوين في تركيا. ولم ترحب السلطة كثيرا بهذا التعاون بل ووصل الأمر بالأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط في تصريحات منذ أسبوعين اتهام ابن كيران بالعمل وفق أجندة تركية. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة ليس فقط في تعزيز العلاقات الثنائية بل أن أنقرة تبحث عن مخاطب رئيسي في منطقة المغرب العربي-الأمازيغي سواء لتعزيز العمل العربي أو التخاطب مع الاتحاد الأوروبي. وتراهن كثيرا في هذا الصدد على المغرب بحكم أن الجزائر ترى بعين القلق ما يسمى "الانبعاث العثماني الجديد" لأسباب تاريخية، بينما يبقى المغرب متحررا من ثقل الماضي طالما أن الأتراك الذين أقاموا إمبراطورية في مجموع العالم العربي والإسلامي لم يدخلوا المغرب. ألف بوست