أكد فريق حسنية أكادير، حتى حدود الدورة 29 من البطولة الاحترافية، وضعه كفريق مختص في تحقيق التعادلات، سواء داخل أو خارج الميدان. فخلال الدورات الأخيرة حقق الفريق السوسي خمسة تعادلات متوالية. وعلى مستوى العدد الإجمالي لهذه التعادلات، فقد حقق الفريق الأكاديري خلال مرحلة الذهاب 10 تعادلات. وفي دورات الإياب، التي لم تبق منها سوى دورة واحدة راكم الفريق لحد الآن تسعة تعادلات، مما يعني أنه في حالة تعادله ببركان، خلال الدورة المقبلة والأخيرة أمام النهضة المحلية، سيرسم مجددا نتيجة متكافئة، بتحقيق 10 تعادلات ذهابا، ومثلها إيابا. وإذ نعتذر للقارئ عن هذه الإحصائيات، التي يختلط فيها التكافؤ والروتين، لا بد من الإشارة إلى أن انتزاع التعادل أمام شباب الريف الحسيمي لم يكن بالهين. فقد تعذبت عناصر الفريق الأكاديري قبل أن ترجع في النتيجة أمام الفريق الريفي، الذي تمكن لاعبه لخضر ليتيم من التوقيع على هدف التقدم منذ الدقيقة 12، وذلك إثر مجهود فردي أنهاه هذا اللاعب بالانفراد بالحارس لحمادي، ثم التوقيع على الهدف، ليتمكن الزوار من إنهاء الشوط الأول محتفظين على هذا الامتياز. وخلال الشوط الثاني، بادر مدرب الحسنية، مصطفى مديح، الغائب عن دكة فريقه بفعل التوقيف، إلى إجراء بعض التغييرات، نذكر منها إقحام توفيق الحسن بدل البيساطي وحفيظ أوزايد بدل يوسف أكناو. ورغم أن هذين التغييرين أعطيا دينامية أكبر للهجوم المحلي، فإن العامل الحاسم تمثل في الاندفاع الهجومي للفريق الأكاديري، والذي شارك فيه بقوة المدافع والعميد عز الدين حيسا، الذي ضاع منه هدف محقق من رأسية بفعل براعة الحارس الحسيمي طارق أوطاح (د 83)، قبل أن يتمكن دقيقتين بعد ذلك من أن يوقع على هدف التعادل، إثر كرة توصل بها من عادل فهيم ليعالجها بتسديدة استقرت في شباك الحارس المتألق أوطاح. وقد أضاع لاعبو الحسنية، عدا هذه الفرصة، أهدافا محققة ضاعت من كل من بنعدي وأوزايد. ونشير إلى أنه عقب نهاية المباراة، كان لنا لقاء مع مصطفى مديح، والذي أكد أن مسألة بقائه أو مغادرته للحسنية متوقفة على المسيرين، الذين ينبغي أن يكبر طموحهم، وأن يراهنوا على أن يلعب فريقهم أدوارا طلائعية، وأن يكبر طموح الفريق ليحتل إحدى المراتب الثلاث أو الأربع الأولى. وهذا لن يتأتى إلا بالقيام بتعاقدات حقيقية ووازنة، خصوصا على مستوى خط الهجوم. واعترف مديح بأن فريقه أصبح فعلا مختصا في تحقيق التعادلات. لكنه أصبح مختصا كذلك في إهدار الفرص. فالفريق تضيع منه في كل مباراة فرص حقيقية للتهديف. وهذه الفرص المهدورة هي، ربما ما يفسر العدد القياسي من التعادلات التي حققها الفريق الأكاديري، الذي يبقى مع ذلك فريقا يتوفر على مؤهلات محترمة، يمكن الارتقاء بها أكثر لو تم التفكير بجدية في دعم وتقوية الخط هجوم للفريق.