نظّم «الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام» أول أمس بالرباط، جمعه العام، تحت شعار ««الحق في الحياة مِلْك للإنسانية»»، وذلك بحضور السفير رئيس المفوضية الاتحاد الأوربية بالرباط، وسفراء كل من فرنسا والنرويج والسويد، منظمة العفو الدولية (آمنستي) وعدد من المؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية وأحزاب سياسية ونقابات وبرلمان ،بالاضافة الى ممثلين عن الائتلاف الدولي والائتلافات المغاربية ضد الاعدام وجمعية ««معا ضد عقوبة الاعدام»» والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي. في هذا السياق ، اعتبر محمد النشناش، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان في كلمته الافتتاحية لأشغال الجمع العام، أن الدستور المغربي الجديد كرس في الفصل ال 20 مبدأ الحق في الحياة كأول حق من حقوق الإنسان، «لكن مع الأسف رغم تقدم المغرب في مجال حقوق الإنسان على عدة واجهات، إلا أنه لم يوقف أحكام عقوبة الإعدام». واعتبر النشناش توقيف تنفيذ عقوبة الإعدام منذ سنة 1993، شيئا إيجابيا، غير أنه استدرك أنّ ذلك لا يكفي، «لأن الحكم، وإن كان موقوف التنفيذ، إلا أنه سيظل مسلطا على رقاب المحكومين به، وهو ما يشكل عذابا إضافيا لهم، وعقوبة وتعذيبا نفسيا مستمرا». وأضاف «أن الوقت قد حان لتتحمل الدولة مسؤوليتها، وتعلق رسميا تنفيذ عقوبة الإعدام، كمرحلة أولى قبل إلغائها بصفة نهائية». من جهته، تساءل النقيب عبد الرحيم الجامعي، منسق «الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام»، إن كانت الحكومة قادرة على اتخاذ قرار من هذا القبيل، وبأن الحكومة الحالية «لا تستطيع أن تحرّك ساكنا بخصوص هذا الموضوع، كما لم تحرّكه الحكومات السابقة».وفي رده على معارضي إلغاء عقوبة الإعدام من منطق ديني، أوضح الجامعي «أن القرآن لم يرِدْ فيه نص متعلق بعقوبة الإعدام.. ثم إن القانون الجنائي المغربي لا يستمد شرعيته من القرآن، بل من القانون الوضعي، لذلك نحن نطالب بإلغاء العقوبة من القانون الجنائي المغربي، فنحن لا نريد أن نعدل القرآن، بل نريد تعديل القانون الجنائي الوضعي، الذي تطبقه المحاكم وتصدر باسمه الأحكام». في ذات السياق، عبر الجامعي في كلمته أثناء افتتاح الجمع العام للائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الاعدام عن أسفه لعدم تصويت المغرب، للمرة الرابعة، على توصية الأممالمتحدة، خلال شهر دجنبر من السنة الماضية، بإلغاء عقوبة الإعدام، التي وصفها بأنها «من أبشع العقوبات في العالم، لكونها تناهض الحق في الحياة الذي تنص عليه كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كما أنها تعارض توصيات هيأة الانصاف والمصالحة». أما بخصوص البدائل التي يقترحها الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، قال الجامعي ««المطلوب أولا هو أن تلغى العقوبة من القانون الجنائي، وبعد ذلك سيكون نقاش حول العقوبات البديلة، التي يمكن أن تعوّض عقوبة الإعدام»». الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، محمد الصبار، قال في كلمته بالمناسبة، إن المرجعية الدولية لحقوق الإنسان حسمت في موضوع إلغاء عقوبة الإعدام بصفة نهائية، مضيفا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان منخرط في منحى إيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام، التي وصفها ب «العقوبة المشينة والوحشية»، بشكل نهائي. في حين اعتبرت كل من كلمات رافييل شينويل هازان ، نائب رئيس الائتلاف الدولي ضد عقوبة الاعدام، المندوبية الوزارية لحقوق الانسان، خديجة الرويسي ، منسقة شبكة «برلمانيات وبرلمانيون ضد عقوبة الاعدام»، أن النضال ضد عقوبة الاعدام هو نضال ايجابي، معبرة عن تقديرها للمجهودات والتعبئة التي يقوم بها الائتلاف بالمغرب من أجلالتحسيس والضغظ لإلغاء عقوبة الإعدام ، معتبرا أن الائتلاف أصبح عنصرا فاعلا داخل المجتمع الدولي بخصوص هذا الملف. وأن تأسيس الائتلاف يعد مكسبا لتهيئة الظروف وخلق حوار حقيقي حول هذا الملف ، وأن عقوبة الاعدام يجب أن تعالج ضمن السياق العام لإصلاح منظومة العدالة. وأنه سيتم العمل على ضرورة اعتماد نص تشريعي لإلغاء هذه العقوبة، مع الحث على ضرورة الاهتمام بأوضاع المحكومين بالاعدام، وأن عمل الشبكة سيساهم في التأثير العميق على فلسفة العقاب برمتها بالمغرب. كلمات ممثلي السلك الدبلوماسي لكل من السفير رئيس مفوضية الاتحاد الأوربي بالرباط، وسفراء كل من فرنسا والنرويج والسويد ، أكدت على الدور الرائد الذي حققه المغرب في مجال حقوق الانسان ، متمنين أن يشمل هذا الاهتمام ملف عقوبة الاعدام، وأن المغرب شريك هام في إلغاء هذه العقوبة ، وبأن مضامين الدستور الجديد تتضمن التنصيص على الحق في الحياة.. بدورها كلمات الائتلاف المغاربي ممثلا بالجزائر وتونس وموريطانيا ، وإلى جانبهم ممثل من اليمن والاردن، تمحورت مداخلتهم في إعطاء الفكرة التي يشتغلون عليها والاكراهات التي يواجهونها في بلدانهم ، سياسية واجتماعية ، مشيرين الى العديد من الانحرافات التي عرفها هذا الملف.. كما عرف هذا اللقاء تنظيم ندوة تمحورت جلساتها حول «عقوبة الاعدام والتحديات» و«واقع الحال في المغرب الكبير» ، تطرق فيها المتدخلون لواقع عقوبة الاعدام في المنطقة العربية والمغاربية، وتحديد الصعوبات والتحديات خاصة أمام إلغائها ومختلف السبل لمواجهتها. كما قدم شباب أمنستي بالخميسات عرضا مسرحيا في موضوع الاعدام، الى جانب الفنانة صوفيا هادي، التي قدمت عرضا حول إلغاء عقوبة الاعدام.