لم تأت المباريات المقدمة عن الجولة الثالثة والعشرين بأي جديد على مستوى أسفل الترتيب، ذلك أن الفرق المهددة بالنزول اكتفت بالتعادل ليستمر الصراع ويستمر معه التشويق خلال الجولات المتبقية. ورغم عودة النادي المكناسي بتعادل مهم من أكادير أمام الحسنية، فإن مرتبته في الصف ما قبل الأخير لم تتغير. لكن هذه النتيجة من شأنها أن ترفع من معنويات اللاعبين المكناسيين لرسم صورة أفضل خلال اللقاءات المقبلة، خصوصا وأن ضغطا كبيرا يمارس على على العناصر المكناسية المطالبة بتجاوز الوضعية الحالية التي لا تبعث على الإطمئنان . فريق النادي القنيطري ضيع فرصة الاستقبال بالميدان، واكتفى بالتعادل بهدف لمثله أمام المغرب الفاسي، وكان الكاك سباقا إلى التهديف خلال الجولة الأولى، لكن لم يعرف كيف يحافظ على امتياز السبق ليتعادل خلال الشوط الثاني، وهو تعادل لا يخدم مصالح الفريق القنيطري الذي بات مطالبا بالبحث عن الوصفات الناجعة لتخطي مرحلة الفتور التي مازالت ترخي بظلالها، ما يعني بأن مصير الكاك على كف عفريت. وإذا كانت هذه النتيجة غير مجدية بالنسبة للقنيطريين، فإنها بالمقابل لا تفيد الفاسيين الذين يطمحون إلى التطلع إلى المشاركة في إحدى الكؤوس الأفريقية، لكن صيامهم عن الفوز لثلاث مباريات متتالية، مؤشر على تراجع فريق الماص، وهوالتراجع الذي يعزوه المتتبعون إلى بعض المشاكل الداخلية التي يعيشها الفريق. مباراة الوداد الفاسي ضد أولمبيك خريبكة انتهت هي الأخرى بلا غالب ولا مغلوب، وكان رهان الوداد الفاسي كبيرا على هذه المحطة لتحسين الموقع وتوسيع دائرة الاطمئنان، لكن المدرب فؤاد الصحابي عرف كيف يمتص اندفاع الفاسيين ويجبرهم على التعادل، ولعل العودة بنقطة من فاس إنجاز مهم بالنسبة الفريق الخريبكي الذي يسير بثبات نحو تأمين موقعه فوق خريطة الترتيب، إلا أن الاكتفاء بنقطة واحدة نتيجة مخيبة لآمال الوداد الفاسي الذي مازالت وضعيته غير آمنة ومازال في عداد الفرق التي تتهددها مخالب النزول. الفريق الذي استفاد من امتياز الاستقبال هو أولمبيك آسفي، حيث عزز رصيده بثلاث نقط عقب فوزه على المغرب التطواني خلال المباراة التي جمعت الطرفين بملعب المسيرة، وسجلت احتجاجا شديدا على الحكم لحلو بعد احتسابه لهدف اعتبره التطوانيون غير مشروع. فوز أولمبيك آسفي مكنه من الارتقاء على سلم الترتيب، في المقابل فالهزيمة التي مني بها الفريق التطواني قد تؤثر على وضعيته، سيما وأن رغبة بطل الموسم الماضي كبيرة في احتلال المركز الرابع.