جاءت الجولة الثانية من الدوري الأول شحيحة من حيث الأهداف (عشرة أهداف) وباهتة من حيث المردود التقني، ولعل اختيار المدربين (كلهم مغاربة باستثناء واحد) أسلوب الاحتراس، كاختيار تكتيكي لتفادي الهزيمة، وهو الاختيار الذي لن يساهم في الارتقاء بالكرة المغربية، ولن يفرز منتوجا كرويا، يخلق الدفء بالمدرجات، وفي مستوى التطلعات. الدورة أفرزت متصدرا واحدا للدوري، ويتعلق الأمر بالرجاء البيضاوي، العائد بانتصار صغير، لكنه ثمين من مدينة قصبة تادلة على حساب الرجاء الملالي، خلال لقاء لم يرتق مستواه التقني إلى الحد الأدنى من تطلعات الجماهير التي تابعته. ومع ذلك فالرجاء حقق الأهم لينفرد بالصدارة مع انطلاق الدوري مستثمرا هدف اللاعب ما بيدي ومستفيدا من نتيجة التعادل التي سجلتها الفرق الفائزة خلال الجولة الأولى، خصوصا لقاء الدفاع الجديدي وحسنية أكادير، هذا الأخير كان سباقا إلى التهديف، لكنه لم يستطع الحفاظ على امتياز التفوق، ولم يقو على امتصاص اندفاع الجديديين الذين عدلوا الكفة بواسطة ضربة جزاء . ولعل نتيجة التعادل التي كانت منصفة بالنسبة للطرفين، حسب تصريحات كل من جواد الميلالي ومصطفى مديح، مكنت الفريقين من احتلال المركز الثاني برصيد أربع نقط إلى جانب الجيش الملكي العائد بتعادل من مدينة الحسيمة، وهي نتيجة لا تخدم مصالح الريفيين الذين دشنوا الموسم الجديد بتعادليين من أصل مبارتين. الأمر الذي يفرض عليهم التطلع نحو الأحسن لتفادي كل الحسابات. الوافد الجديد على قسم الصفوة نهضة بركان لم يحسن استثمار امتياز الاستقبال، حيث اكتفى بالتعادل أمام بطل الموسم الماضي المغرب التطواني، وبهذه النتيجة يكون الفريقان معا قد عجزا عن صنع الفوز مع انطلاق هذا الموسم، وإذا كان التطوانيون قد اعتبروا النتيجة ايجابية، كما جاء على لسان رئيس الفريق في تصريح للاذاعة الوطنية، فإن البركانيين مطالبون بالظهور بصورة أفضل خلال القادم من الدورات لتفادي المرتبة الأخيرة التي يحلتها أيضا فريق أولمبيك خريبكة المنهزم أمام الوداد البيضاوي، وهذه النتيجة بقدر ما أغضبت الخريبكيين بقدر ما أنعشت الفريق الأحمر، وساهمت في مصالحته لذاته ولجمهوره، خصوصا وأن الفوز جاء في ظل إدارة تقنية جديدة ومؤقتة يرأسها الاطار الوطني الشريف بمساعدة الداودي بعد الانفصال عن المدرب الإسباني فلورو، في انتظار التعاقد مع مدرب جديد. المحطة الثانية في الدوري الأول، قص شريطها لقاء الفتح الرباطي وأولمبيك أسفي بلقاء كان مستواه التقني باهتا، وكان المسفيويون سباقين إلى تسجيل الامتياز قبل أن يعدل الفتحيون الكفة خلال الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة، ما يعني بأن الفريقين معا مطالبان بتطوير أسلوبهما نحو الأفضل، سيما وأن رصيدهما لا يتعدى نقطة واحدة من أصل مبارتين، لكن المدرب جمال السلامي متفائل لمستقبل الفريق، حيث صرح عقب نهاية المباراة، بأن فريقه قادر على رسم صورة أفضل خلال الجولات المقبلة، لكنه اعترف بالانطلاقة غير المشرفة. اللقاء شبه المحلي الذي جمع المغرب الفاسي والنادي المكناسي، اقتسم خلاله الفريقان نقطتي التعادل، وهي نتيجة لاتخدم مصلحة الفاسيين الذين يطمحون هذا الموسم إلى معانقة لقب الدوري الاحترافي، كما أنها ليست في صالح المكناسيين الذين راهنوا على الفوز للتكفير عن هزيمتهم خلال الدورة السابقة. فريق وداد فاس عاد بتعادل ثمين من القنيطرة بعدم منازلته لفريق الكاك الذي يعيش أزمة بدا تأثيرها واضحا على نفسية اللاعبين، وقد صرح المدرب يوسف المريني بأن العطاء لا يعكس الاستعدادات البدنية والتكتيكية والتقنية للعناصر القنيطرية. النتائج الفتح - أولمبيك اسفي 1 - 1 المغرب الفاسي - النادي المكناسي 0 - 0 نهضة بركان - المغرب التطوااني 0 - 0 الدفاع الجديدي - حسنية اكادير 1 - 1 النادي القنيطري - الوداد الفاسي 1- 1 رجاء بني ملال - الرجاء البيضاوي 0 - 1 شباب الحسيمة - الجيش الملكي 0 - 0 الوداد البيضاوي - أولمبيك خريبكة 2 - 1