زارت الجريدة السيدة عائشة زهري، الحاملة لبطاقة التعريف الوطنية رقم B228246، وهي في حالة نفسية وجسدية سيئة. كانت تحكي وهي تجهش بالبكاء وتعري عن ركبتها وذراعيها لترينا آثار الاعتداء الذي تعرضت له من طرف موظف بالمحافظة العقارية بحي السلامة 1 زنقة المعطي بن زياد بمقاطعة مولاي رشيد وحارسين خاصين يعملان بنفس المحافظة. كانت آثار الكدمات والجروح بادية على جسدها رغم مرور 14 أيام على واقعة الاعتداء عليها يوم 13/03/2013. عائشة زهري في العقد السادس من العمر، ومع ذلك لم يحترم المعتدون كبر سنها وضعفها، فاعتدوا عليها ورموها خارج المحافظة. وقد سلمتنا شهادة طبية تحدد مدة العجز في 23 يوما... ليس هذا هو الاعتداء الوحيد الذي تعرضت له هذه العجوز، بل تعرضت للتعنيف والسب والشتم وتزوير وثيقة خاصة بها من طرف موظف جماعي بقسم التعمير، وكذا بقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي مولاي رشيد... في ما يلي تفاصيل الواقعة: بعد أن جمعت العجوز عائشة كل الوثائق التي طلبها منها الموظف المكلف بتسليم رخص البناء بمقاطعة سيدي عثمان، قدمت له طلبا يتعلق بتسليمها رخصة البناء، فأخذ منها الطلب والتصميم ودفتر الورش. ولما أدت واجب الرخصة في قسم الجبايات، فوجئت بأنه أقحم معها في رخصة البناء أناسا لا علاقة لها بهم ولا تعرفهم بدعوى أنهم بنوا معها منزلها، فرجعت عنده لإصلاح الخطأ الذي كتبه بيده كما صرحت للجريدة وشرحت له الأمر، فأخذ يسبها ويشتمها هو والموظفين اللذين يوجدان معه في المكتب. وعندما ألحت عليه لإصلاح الخطأ، طالبها بجلب شهادة الملكية. توجهت عائشة في اليوم الموالي 14/03/2013 إلى المحافظة للحصول على شهادة الملكية، قصدت الحسين الموظف المكلف بتسليم شواهد الملكية، فطلب منها أن تحفظ على أساس أنها بنت بناء عشوائيا مخالفا للقانون... رفضت عائشة ذلك، فوقع بينها وبين الحسين نزاع. وأثناء هذا النزاع، أمر الحسين أحد الحراس الخاصين وموظفا آخر يدعى سعيد برميها خارج المحافظة قائلا لهم: «ارموا الكلبة في الشارع»... مما تسبب لها في جروح وكدمات. وبعد نصف ساعة حضر رجال الأمن بزي مدني وحضرت سيارة الإسعاف وتم نقل عائشة إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي مولاي رشيد بسيدي عثمان. وهناك أخذ منها أحد رجلي الأمن اللذين رافقاها بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بها وتحدث إلى الطاقم الطبي قائلا لهم إنه وجدها مغمى عليها في الشارع أمام المحافظة، وعندما طالبتهم بشهادة طبية رفضوا ذلك، كما رفضوا تقديم الإسعافات الضرورية لها، وبقيت في قسم المستعجلات من الساعة الواحدة والربع زوالا إلى الساعة السابعة والنصف مساء. وقاموا بتزوير حالتها، فعوض أن يأشروا على خانة عنف (Violence) في ورقة صندوق المستعجلات أشروا على خانة مرض (Maladie)، وذلك بإيعاز -تقول عائشة- من رجل الأمن المرافق لها. بعد كل هذا الإهمال والاستهزاء والتحقير والمعاناة التي لقيتها من الطاقم الطبي المداوم -تؤكد عائشة- رق قلب أحد زوار المستعجلات، فنقلها إلى منزلها الكائن بحي مبروكة، الزنقة 7، الرقم 87 بالدار البيضاء، حيث بقيت طريحة الفراش لمدة 3 أيام. بعدها قصدت قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، حيث أجروا لها فحوصات وعاينوا آثار الضرب والجرح، فسلموها مشكورين شهادة طبية تثبت العجز وتحدده في 23 يوما. العجوز عائشة زهري تتوجه من خلال هذا المنبر إلى كل من وزير الداخلية، وزير المالية، وزير الصحة لاطلاعهم على تجاوزات بعض موظفي هذه المؤسسات والإدارات العمومية واعتداءاتهم على بعض زوارها، كما تتوجه بشكايتها هته إلى وزير العدل لإنصافها بإجراء تحقيق نزيه في الواقعة، مطالبة بمتابعة المعتدين عليها طبقا للقانون الجاري به العمل.