أفاد العرض الذي قدمه رئيس مصلحة التخطيط بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة في اليوم الدراسي المنعقد بمقر ولاية الجهة يوم الأربعاء 20 مارس2013،أن الوسط القروي يعيش هدرا وانقطاعا مدرسيا كارثيا بحيث يغادر كل يوم 27 تلميذا وتلميذة المدرسة ليصل عدد المنقطعين سنويا الى 6400 تلميذ وتلميذة. وقدم رئيس مصلحة التخطيط أرقاما صادمة ومخيفة عن واقع التعليم الابتدائي بالوسط القروي، سواء تعلق الأمر بالوحدات المدرسية أو عدد المتمدرسين فيها أو عدد المسجلين في القسم الأول ابتدائي أو عدد المركزيات والفرعيات، حيث أكد أن 74 في المائة من المدارس بجهة سوس ماسة درعة هي على شكل مجموعات مدرسية. وأن نسبة استعمال الحجرات في نقص كبير، ذلك أن الحجرات المستعملة لا تتجاوز إجمالا 8721 حجرة في حين تبقى 1188 حجرة مغلقة نظرا لعدم وجود التلاميذ، وأن 7011 حجرة حالتها غير صالحة للدراسة،و4000 حجرة مفككة البناء، وأن 36 في المائة من التلاميذ بالوسط القروي بالجهة يدرسون في الأقسام المشتركة في حين يدرس 64 في المائة منهم في أقسام عادية. وبخصوص التسجيلات الجديدة في السلك الابتدائي لهذه السنة، جاء في العرض الذي ألقي في اجتماع رسمي حضره والي الجهة وعمال أقاليم الجهة ورئيس مجلسها ومدير الأكاديمية ونواب تسع نيابات تعليمية والمنتخبون وممثلو جمعيات المجتمع المدني بالوسط القروي ووسائل الإعلام، أن 26 وحدة مدرسية لم يسجل بها أي تلميذ برسم هذه السنة،و173 وحدة مدرسية عرفت تسجيل تلميذ واحد و246 وحدة مدرسية سجل بها تلميذان فقط .وأن 50 في المائة من الوحدات المدرسية سجل بها أقل من ثمانية تلاميذ و58 في المائة سجل بها أقل من عشرة تلاميذ و360 وحدة عرفت تسجيل تلاميذ يتراوح عددهم ما بين 10تلاميذ و20 تلميذا، وأن 26 مركزية غير مكتملة البنية. أما الأقسام المشتركة فقد عرفت تزايدا ملحوظا منذ 2002،إلى أن وصلت الآن إلى 48 في المائة من الأقسام المشتركة، وأن ثلثي هذه الأقسام المشتركة يدرس بها أكثر من مستويين، في حين 57 في المائة يدرس بها مستويان،و48 قسما مشتركا تدرس فيها ستة مستويات. وكشف التقرير أنه بالوسط القروي وصلت نسبة التكرار إلى أرقام صادمة حيث بلغت 18 في المائة في السنة الأولى، بمعدل 15،1في المائة من مجموع التكرارات بالجهة، إلى درجة أنه في نهاية السنة الماضية بلغ عدد المكررين بالجهة، 44 ألف تلميذ وتلميذة في السنة أولى ابتدائي بالوسط القروي. كما أن الهدر المدرسي في صفوف الفتيات عرف تزايدا لعدة أسباب، منها على الخصوص بُعد المدرسة عن الدواوير المشتتة وانعدام دار الطالبة ببعض الجماعات القروية وغياب النقل المدرسي، ورفض بعض الآباء إرسال بناتهم إلى الداخلية ببعض المدارس الجماعاتية المحدثة منذ سنتين. هذا وقدمت هذه الأرقام التي صدمت الجميع من منتخبين وسلطات ومجتمع مدني في اليوم الدراسي المخصص لمناقشة مشروع المدارس الجماعاتية بجهة سوس ماسة درعة، وتسليم 18حافلة للنقل المدرسي اقتناها مجلس الجهة لحل مشكل التنقل الذي يعاني منه تلاميذ العالم القروي، والحد من انقطاع الفتيات عن الدراسة. وفي هذا السياق اعتبر مدير أكاديمية الجهة «علي براد» هذا المشروع وسيلة لتجميع التلاميذ في هذه المدرسة، وإيوائهم بداخليتها لحل معضلة النقل المدرسي والهدر المدرسي في صفوف الفتيات من جهة، والرفع من نسبة التمدرس من جهة ثانية وترشيد الموارد المالية والبشرية من جهة ثانية، خاصة أن هذه المدارس تعد نموذجا ناجحا أبان عن حكامة تعليمية في المناطق التي عرفت تجربة المدارس الجماعاتية. ومن جانب آخر أجمعت كلمة كل من والي الجهة ورئيس مجلس الجهة والمتدخلين من كل أقاليم الجهة، من منتخبين وممثلي الجمعيات، على ضرورة توطين هذا المشروع بالمناطق النائية وبالأقاليم التي تعرف مشاكل كبيرة في التمدرس، خاصة بالمناطق الجبلية المعروفة بوعورة مسالكها وتشتت دواويرها وبصعوبة الولوج إليها. فالمدرسة الجماعاتية إذن بالرغم من ضعف الإمكانيات المالية المرصودة لها، وبالرغم من التكاليف التي يتطلبها في البناء والتجهيز والتغذية وتوفير داخليات مجهزة، فإن الجميع اقتنع بأهمية هذا المشروع لحل مشكل التنقل الذي ظل عائقا كبيرا حال أحيانا دون تمدرس التلميذات بالوسط القروي. ولتحقيق هذه الغاية أعلنت الأكاديمية الجهوية عن إطلاق مشاريع المدارس الجماعاتية بأقاليم الجهة وخاصة ببعض جماعاتها القروية. كما قامت بتوزيع 18حافلة للنقل المدرسي على تسع نيابات تعليمية بمعدل حافلتين لكل نيابة، تَسَع كل واحدة منها 24 تلميذا وتلميذة لتقريبهم من المدرسة وحل مشكل البعد الذي ظل جاثما على صدورهم لعدة سنوات. ومن أجل إقناع الشركاء المتعددين بمشروع المدارس الجماعاتية، عقدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمعية مجلس جهة سوس ماسة درعة أيضا، ندوة صحفية سلطت فيها الضوء على هذا الخيار الاستراتيجي الذي تبنته الوزارة بالوسط القروي بعد نجاح التجربة بالجهة الشرقية وجهة مكناس تافيلالت. كما نظمت يوما دراسيا وتحسيسيا وتواصليا في آن واحد، شارك في أشغال ورشاته الأربع جميع المتدخلين في قطاع التعليم بالعالم القروي لمناقشة موضوعات تهم أساسا «الاتصال والتواصل» و» تدبير الحياة المدرسية بالمدارس الجماعاتية» و»تنمية الشراكات بالمدارس الجماعاتية» و»التدبير المالي والمحاسباتي للمدارس الجماعاتية».