أكد المشاركون في يوم دراسي نظم يوم الأربعاء 20 مارس 2013 بأكادير أن المدارس الجماعاتية أضحت “خيارا استراتيجيا” للنهوض بالتربية والتعليم بجهة سوس ماسة درعة وفرصة لاستعادة العمق الثقافي التضامني المحلي. وأوضح المتدخلون٬ خلال هذا الملتقى الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة درعة ومجلس الجهة٬ أن هذا النوع من المدارس٬ باعتبارها مؤسسات عمومية منفتحة على محيطها٬ تمثل أداة لترشيد الموارد البشرية والمادية وآلية لإرساء الحكامة للنهوض بالمنظومة التربوية في كل مستوياتها. وفي افتتاح أشغال هذا اليوم الدراسي٬ الذي نظم تحت شعار “نحو إرساء مميز للمدارس الجماعاتية بالجهة”٬ أشاد والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان السيد محمد اليزيد زلو بتجربة المدرسة الجماعاتية كنمط جديد وبديل بالوسط القروي يهدف إلى محاربة الهدر المدرسي وإلى جعل التعليم التزاما جماعيا وجماعاتيا. وأضاف أن المدرسة الجماعاتية باتت ضرورة ملحة٬ لاسيما في جهة مثل سوس ماسة درعة التي تعتبر منطقة قروية بامتياز( 68 في المائة من تلاميذ الجهة يدرسون بالوسط القروي)٬ وهو ما يستدعي الانخراط الفعلي لكافة مكونات المجتمع وفق مقاربة تشاركية تفاعلية حتى تؤدي هذه المؤسسات دورها التربوي على أكمل وجه. ومن جهته٬ أوضح مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين السيد علي براد أن موضوع المدرسة الجماعاتية يأتي في سياق المقاربة التي تعتمدها الوزارة والأكاديمية وفق المخطط الرامي إلى تنويع أساليب العرض التربوي وتحسينه٬ مشيرا إلى أنه تم إرساء خمس مدارس جماعاتية خلال الدخول التربوي الجاري 2012/2013 ٬ وسبع أخرى سيتم فتحها مطلع شتنبر المقبل٬ وسبع إضافية خلال سنة 2014٬ فضلا عن إنجاز دراسات تقنية لأربع مشاريع أخرى بأربع نيابات تهم أكادير إداوتنان وأشتوكة أيت باها وتيزنيت وزاكورة. وأشار إلى الآثار المحمودة لهذه المؤسسات من الناحية البيداغوجية لكونها توفر التأطير داخل قسم دراسي لا يتعدى 25 تلميذا وتحارب ظاهرة الأقسام المشتركة ( 36 في المائة من تلاميذ الجهة يدرسون في أقسام مشتركة) وتوفر خدمات موازية٬ لاسيما منها الإطعام والنقل المدرسي والقاعات متعددة الوسائط. أما رئيس مجلس الجهة السيد إبراهيم الحافيدي فاستعرض بعض مجالات تدخل هذه الهيئة في مجال تطوير المنظومة التربوية٬ مشددا على ضرورة توفير الموارد البشرية وإيلاء الأهمية للمجالات الاجتماعية واستحضار التجارب المماثلة الناجحة وطنيا ودوليا فيما يرتبط بالمدارس الجماعاتية لكونها صارت حلا ناجعا للإشكاليات الكبرى للتمدرس. كما شدد على ضرورة تشخيص ميدان التربية والتكوين وتصويب ما يعتريه من اختلالات تتسبب في ظاهرة الهدر المدرسي٬ مشيرا إلى أن الجهة تتوفر حاليا على قرابة 1500 قسم مغلق٬ في حين تشهد فيه عدد من المدارس حالة اكتظاظ لافت. وتمحورت أشغال هذا اليوم الدراسي حول سلسلة من الورشات همت بالأساس “الاتصال والتواصل” و” تدبير الحياة المدرسية بالمدارس الجماعاتية ” و”تنمية الشراكات بالمدارس الجماعاتية” و”التدبير المالي والمحاسباتي للمدارس الجماعاتية” ٬ فضلا عن تقديم عرض وشريط وثائقي حول المدارس الجماعايتة بجهة سوس ماسة درعة. وقد تميز هذا اللقاء أيضا بتسليم 38 حافلة للنقل المدرسي لفائدة مدارس تابعة لنيابات جهة سوس ماسة درعة تفعيلا لاتفاقة شراكة بين الأكاديمية الجهوية ومجلس الجهة . وحضر أشغال هذا اليوم الدراسي على الخصوص والي جهة سوس ماسة درعة وعامل عمالة أكادير إداوتنان وعمال عمالات وأقاليم الجهة و رئيس مجلس الجهة ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وعدد من الشركاء التربويين٬ فضلا عن المنتخبين والبرلمانيين .