تشهد مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية جدلاً متواصلاً منذ دجنبر الماضي على خلفية الكشف عن شراء مسلمين لكنيسة كبيرة ومهجورة استعدادا لتحويلها إلى مسجد جامع. وعبرت معظم الأحزاب السياسية ومؤسسات مجتمعية بالمدينة عن تأييدهم لحصول المسلمين على أماكن لائقة لممارسة شعائرهم الدينية، غير أن سياسيين من الحزب المسيحي الديمقراطي وقساوسة من الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية طالبوا بإيقاف تحويل الكنيسة القديمة إلى مسجد. وتعد هامبورغ أكبر مدينة وميناء بألمانيا وتنفرد مع برلين وبريمن -دون باقي الولايات- بالجمع بين وضعي المدينة والولاية، ويبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة أكثرهم من البروتستانت، وتقدر الإحصاءات الرسمية عدد المسلمين فيها بأكثر من 130 ألف نسمة، يشكلون قرابة 5% من السكان. وأخذ الجدل بشأن مشروع المسجد زخما إضافيا أمس السبت بعد إجهاض المئات من سكان هامبورغ مظاهرة دعا إليها حزب برو دويتشلاند ذو التوجهات اليمينية المتطرفة أمام الكنيسة المهجورة للاحتجاج على تحويلها لمسجد، وما أسماه الأسلمة المتقدمة لهامبورغ وألمانيا. ورغم إعلان برو دويتشلاند عن عزم ثلاثمائة من مناصريه المشاركة في المظاهرة، إلا أنه لم يحضر سوى 16 شخصا اضطروا لإلغاء مظاهرتهم بضغط من المظاهرة المضادة التي نظمها اتحاد هامبورغ ضد اليمين، وشارك فيها سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بولاية هامبورغ، وحزبي اليسار والقراصنة المعارضين، وجماعة بلاك بلوك اليسارية، وممثلون لكنائس وجمعيات حقوقية.