في سابقة خطيرة بمدينة تطوان، وأثناء انعقاد المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة محمد السادس ، والذي احتضنه مقر ولاية تطوان، أقدم الوفد الإسباني المشارك في الجلسة العامة الثالثة « تعبئة التعاون والشراكة لحماية وإنقاد وتثمين المدن التاريخية والمحافظة عليها « والذي عرف تدخلا باسم الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي للتنمية لروبيرتو كارلوس كوماو المسؤول عن برنامج المدارس الورش بذات الوكالة ، إذ قدم صورة لخريطة المغرب مبتورة من صحرائه أمام اندهاش المشاركين في هذا المنتدى، ودون أن يتم توقيفه في حينه وتنبيهه الى هذا الخطأ المستفز لمشاعر المغاربة عامة ، كما أن تبريره لموقفه كان أكثر فداحة من تصرفه . وحسب العديد من المهتمين، فإن موقف الوفد الإسباني كان متوقعا بالنظر للاستقبال الباهت الذي قوبل به كاتب الدول الإسباني في التعاون الدولي و أمريكا اللاتينية خيسوس غارسيا يوم 19 فبراير المنصرم بمدينة تطوان عندما زار المدينة للاطلاع على المدرسة /الورشة التي تحتضنها مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بباب العقلة بتطوان، والتي تميزت بمقاطعتها من لدن والي ولاية تطوان ووزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي. وبالتالي فإن موقف ممثل الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي للتنمية لم يكن ليفوت مثل هكذا نشاط دولي ومنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك ، لكي يرد الصاع صاعين للمسؤولين المغاربة بمدينة تطوان، التي وجهت رسائل مشفرة لكاتب الدولة الإسباني في حينه. وعاب العديد من المهتمين للعلاقات المغربية الإسبانية عدم اتخاذ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكذا المسؤولين في ولاية تطوان حذرهم من مثل رد فعل إسباني ، تفاديا لإحراج المغرب أمام ضيوفه . كما أنه كان على منظمي المنتدى الاطلاع على العروض تفاديا لكل ما من شأنه أن يسقط المنتدى الحائز على الرعاية السامية في حسابات ضيقة ، كما حدث مع الوفد الإسباني . وأمام هذا الخطأ الجسيم علم مكتب الجريدة أن والي ولاية تطوان محمد اليعقوبي عقد لقاء سريا وعاجلا خلال انعقاد المنتدى ، وصفته مصادرنا بالساخن حيث استشاط غضبا في وجه المنظمين، وحملهم مسؤولية ما وقع وتبعاته. ومن انعكاسات هذا الحدث الذي خدش مشاعر الحاضرين وصورة المدينة ككل ، رفض والي المدينة استضافة مقر الولاية لنشاط منظم من طرف الاتحاد الوطني لنساء المغرب تطوان ? المنظري، احتفاء باليوم العالمي للمرأة تحت موضوع « الأنشطة المدرة للدخل ، أفضل سبل لتمكين المرأة « و التي كان من المفروض أن تحضره الشريفة أم كلثوم العلوي الرئيسة المنتدبة للاتحاد الوطني لنساء المغرب، ونوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وأمينة بنخضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ، حيث فرض على المنظمين البحث عن مكان آخر غير مقر الولاية ، وهو ما تم حيث تم نقله إلى إحدى قاعات الحفلات في صبيحة يوم السبت المنصرم.