جرت أول أمس الاثنين بعد صلاتي الظهر بمسجد المركز الإسلامي ابن مالك بمدينة ليدن، مراسيم تشييع جنازة المرحوم أنس أوراغ، الذي عثر على جثته الخميس الماضي بمنتزه بضواحي مدينة واسينار شمال شرق العاصمة لاهاي، وذلك بعد تسلم جثمانه السبت الماضي إثر الانتهاء من عملية التشريح الطبي بعد التحقيق الذي فتحته السلطات الأمنية لتحديد سبب وملابسات اختفائه ووفاته. وقد جرت مراسيم تشييع جثمان أنس، الذي ووري الثرى حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال بالتوقيت المحلي بالمربع الإسلامي بمقبرة «فورسخاوتن»، في جو مهيب بحضور أفراد أسرة الفقيد وعدد كبير من أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولندا إلى جانب الأسرة التعليمية لإعدادية «إيديلبيرت» وزملائه في الصف وعدد من الفعاليات المحلية المغربية والهولندية ،وكذا حفيظ بنشمسي القنصل العام بالقنصلية المغربية بمدينة روتردام. هذا، وفي الوقت الذي رجحت فيه المصالح الأمنية الهولندية احتمال «إقدام أنس على الانتحار» بسبب معاناته المستمرة من التحرشات التي يلاقيها من قبل زملائه في الاعدادية، رفض محمد أوراغ، والد الضحية «بشدة فرضية الانتحار». وأشار، محمد أوراغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن وجود آثار ناتجة عن خنق بادية على عنق جثة الطفل أنس، يجعل من احتمال إقدام أنس على الانتحار فرضية لا «أساس لها»، مشيرا في الآن ذاته الى أن شاهدا، الذي من المتوقع ان تكون الشرطة الهولندية استمعت لإفاداته، قال إنه «قد يكون رمق ثلاثة أشخاص هاجموا الطفل أنس قبل اختفائه»، مؤكدا أنه إلى حدود الآن لم يتم التوصل بتقرير التشريح الطبي. وبالرغم من هذا بدأت سيناريوهات الاختفاء والوفاة تتناسل آخرها حين كشفت وسائل إعلام هولندية أن الطفل أنس تساءل في رسالة نصية قصيرة وجهها لزملائه في الصف الدراسي: «هل تكرهونني؟»، بعدما تهكموا عليه داخل القسم، مضيفة أن وسامته كانت سببا في اتهامات باطلة، وأن فيديوها عمم على الانترنيت يبين تعرضه للمضايقات، كما أوضح ذلك زملاء له في المدرسة. وقد خلف حادث اختفاء ووفاة الطفل أنس استياء كبيرا وسط الرأي العام المحلي بمدينة واسينار عبر عنه عمدة المدينة يان هوكيما والشغيلة التعليمية بالمدينة وزملاء أنس بإعدادية «إيديلبيرت»، وأيضا بناديه المحلي لكرة القدم، كما شكل محط اهتمام الصحافة المكتوبة والإلكترونية وسائل الاعلام السمعية البصرية خاصة المحلية، التي اضطرت لتغيير توقيت نشرتها الإخبارية المسائية اليومية لمواكبة هذا الحادث. وفي هذا السياق قام عمدة مدينة واسينار يان هوكيما بزيارة لإعدادية «ايديلبيرت حيث عبر لزملاء الضحية أنس عن مدى تأثره لاختفائه ووفاته، مشيرا إلى أنه صدم لوقوع هذا الحادث المفجع، مجددا مواساته لأسرة الفقيد، الأمر نفسه الذي عبرت عن الأسرة التعليمة بذات الإعدادية بقولها «يؤلمنا الفراغ الذي خلفه اختفاء أنس في صفوفنا، مدرستنا وأرواحنا». ذات التضامن والمساندة عبرت عنه ساكنة المدينة، التي قام عدد منها بوضع ورود وكتابات بمكان العثور على جثة الطفل أنس وتخصيص، أيضا، دقيقة الصمت لتأبين روح الضحية أنس بالنادي الرياضي المحلي «أزرق أسود»، الذي كان يمارس فيه رياضة كرة القدم ، وقد عبروا جميعهم عن حزنهم لفقدان الطفل أنس. وهذا وشكلت مجموعة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولاندا، خلية لدعم أسرة المرحوم أنس أوراغ وبادرت هذه لمجموعة إلى إنشاء صفحة خاصة على الموقع الاجتماعي «فيسبوك»، قبل أيام من تشييع جثمان أنس، الذي ووري الثرى أول أمس بالمربع الإسلامي بمقبرة «فورسخاوتن»، مساهمة منهم للتأكيد على مواصلتهم لتضامنهم مع أسرة الفقيدة أنس.