لم يكن الطفل المرحوم أنس أوراغ، الذي عثر على جثته الخميس الماضي بمنتزه بضواحي مدينة واسينار شمال غرب العاصمة لاهاي، يعتقد أنه موته سوف يتحول إلى قضية رأي عام محلية ووطنية على المستوى الهولندي، ويصبح محط اهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام المحلية التي تحاول فهم أسباب الاختفاء ثم الوفاة. بدأت سيناريوهات الاختفاء والوفاة تتناسل، غذتها تصريحات المصالح الامنية الهولندية وأيضا التحريات الصحفية. فمنها من رجح «فرضية الانتحار» بالنظر للمضايقات التي كان عرضة لها أنس من قبل أقرانه في إعدادية «إيديلبيرت»، إذ كشفت وسائل إعلام هولندية أنه تساءل في رسالة نصية قصيرة وجهها لزملائه في الصف الدراسي: «هل تكرهونني؟»، بعدما تهكموا عليه داخل القسم، مضيفة أن وسامته كانت سببا في اتهامات باطلة، وأن فيديوها عمم على الانترنيت يبين تعرضه للمضايقات، كما أوضح ذلك زملاء له في المدرسة. بالرغم من كل هذا، شكلت وفاة واختفاء الطفل أنس قضية وحدت صفوف الساكنة هولنديين وأجانب، الذين عبروا عن تخوفهم من تنامي ظاهرة مضايقة الاطفال داخل المدارس لدينهم وأصلهم وجنسهم، إلى الحد الذي دفع بعمدة مدينة واسينار، يان هوكيما، بتنظيم حلقة مساء أمس الاحد حضرها سكان بلدة أنس من أجل التداول في الموضوع وتبديد التخوفات أيضا من أن يكون الفعل جرميا، حيث في الآن ذاته تحدثت الشرطة الهولندية عن أن فرضية القتل واردة. وبالموازاة مع كل هذا، فالأكيد أن «إكرام الميت دفنه»، وهو ربما المطلب الوحيد والأساسي، الذي قد ينادي به المرحوم أنس أوراغ وجثمانه يرقد منذ نهاية الأسبوع في بيت والدته بالقرب من توأمه إيناس. المتفق عليه وفق ما أعلنه متحدث باسم المركز، أن مراسيم تشييع جثمان المرحوم أنس تمت أمس الاثنين بعد صلاة الظهر والجنازة بمسجد المركز الإسلامي إمام مالك بمدينة ليدن بحضور قنصل المغرب بمدينة روتردام حفيظ بنشمسي، وأفراد أسرة الفقيد وعدد كبير من أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولاندا. بعد الصلاة ينتظر المرحوم أنس، الوساطة التي سيقوم بها شخصيا قنصل المغرب بمدينة روتردام، حفيظ بنشمسي بين والدي الفقيد، فالأم تتشبث بالدفن بالمربع الإسلامي بمقبرة «فورسخاوتن» بالقرب منها والأب يريده أن يدفن في نواحي تازة، بالبلد الأم وأرض الأجداد. وفي حال عدم توصل حفيظ بنشمسي، الذي يتابع عن كثب منذ البداية تطورات الملف وساند الأسرة وأبلغها التعازي والمواساة، الى حل، فقد يعود المرحوم أنس إلى ثلاجات معهد التشريح الطبي بمدينة واسينار.