جدد حادث اختفاء الطفل أنس أوراغ، الهولندي من أصل مغربي والبالغ من العمر13 سنة، الذي عثر على جثته الخميس الماضي بمنتزه بضواحي المدينة، النقاش حول المضايقات التي يتعرض لها أطفال الجالية المغربية في الخارج من قبل أقرانهم في المدارس ومحيطهم. ففي الوقت الذي تواصل فيه الشرطة الهولندية بمدينة واسينار شمال غرب العاصمة لاهاي تحقيقاتها في ظروف اختفاء الطفل أنس، مرجحة فرضية «الفعل الجرمي»، تحدث زملاء أنس بإعدادية إيديلبيرت عن معاناته المستمرة من التحرشات التي يلاقيها من محيطه، مما جعل المصالح الأمنية ترجح فرضية «الإقدام على الانتحار». وأفادت وسائل الاعلام الهولندية، نهاية الأسبوع الماضي، استنادا إلى مصادر أمنية، أن الشرطة الهولندية تتوفر على «أدلة قوية» تشير إلى إقدام الطفل أنس على وضع حد لحياته دون إفصاحها عن طبيعة الأدلة المتوفرة لديها وطبيعة القرائن التي استندت إليها لترجيحها فرضية الانتحار. وبالموازاة، أوضحت ذات المصادر الأمنية أن «فرضية تعرض أنس للقتل تبقى واردة»، مستطردة أن تحديد أسباب الوفاة رهين باستكمال التحريات بمسرح الحادث، التي تم استئنافها الجمعة الماضية، وأيضا التوصل بخلاصات التشريح الطبي لجثة الطفل أنس التي سيكشف عنها تقرير نهائي للطبيب الشرعي يومه الاثنين على أبعد تقدير. يذكر أن حادثا مشابها عاشته هولاندا قبل أشهر، حين وضع طفل هولندي حدا لحياته تاركا وصية يشير فيها إلى أن إقدامه على الانتحار سببه الاحتقار والمضايقات التي كان يتعرض لها في محيطه، مما دفع بالمدارس إلى التعامل مع هذه الظاهرة بجدية لمحاربتها وإيجاد حلول ناجعة لها. وتابعت عناصر المصالح الأمنية بمدينة واسينار، المكلفة بهذه القضية الجمعة تحرياتها لتحديد المزيد من المؤشرات بالمكان الذي عثر فيه على جثة أنس. ولم يتم تقديم أي معلومات حول ظروف اختفائه و وفاته. هذا، وفتحت شرطة مدينة واسينار، تحقيقا لتحديد ملابسات اختفاء ووفاة الطفل أنس، الذي لم يظهر له أثر منذ زوال الأربعاء الماضي، دون أن توضح ما إذا كانت جثته تحمل آثار عنف. وكانت المصالح الأمنية قد عممت نداء للبحث عن الطفل أنس، الذي كان من المفترض أن يعود إلى بيت الأسرة بعد جولة توزيع منشورات إشهارية في منطقة محاذية لمقر سكناه موضحة أنه كان لحظة اختفائه يرتدي سترة خضراء وسروالا بنيا. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار أحد أفراد عائلة أنس إلى أن هذا الأخير خرج من المنزل بعد زوال الأربعاء الماضي على متن دراجته الهوائية، مضيفا أن والدته التي انتابها الخوف إثر تأخره اتصلت بالشرطة على الساعة العاشرة مساء. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أنه ستجري يومه الاثنين بعد صلاة الظهر والجنازة بمسجد المركز الإسلامي إمام مالك بمدينة ليدن، مراسيم تشييع جثمان المرحوم أنس، وذلك وفق ما أعلنه متحدث باسم المركز، حيث سيوارى الثرى بالمربع الإسلامي بمقبرة «فورسخاوتن» بحضور أفراد أسرة الفقيد وعدد كبير من أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولاندا. وتابع المتحدث باسم المركز في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» صباح أمس الأحد أن مركز الطب الشرعي التابع لمدينة واينستار سلم الأسرة أول أمس السبت الأسرة جثمان الطفل أنس بعد إجراء تشريح طبي على جثته لمعرفة أسباب الوفاة. وفي سياق متصل، أفادت مصادر مغربية من عين المكان أن الأسرة لاحظت بالعين المجردة خلال زيارتها لمستودع الأموات وجود أثار قد تكون ناتجة عن خنق بادية على عنق جثة الطفل أنس، مما يجعل بالنسبة إليها فرضية القتل أكثر تماسكا من فرضية الانتحار التي تعتبرها الشرطة الهولندية أكثر قوة. هذا، وقد خلف حادث اختفاء ووفاة الطفل أنس استياء كبيرا وسط الرأي العام المحلي بمدينة واسينار عبر عنه عمدة المدينة يان هوكيما و الشغيلة التعليمية بالمدينة وزملاء أنس بإعدادية «إيديلبيرت»، وأيضا بناديه المحلي لكرة القدم، كما شكل محط اهتمام الصحافة المكتوبة والإلكترونية وسائل الاعلام السمعية البصرية خاصة المحلية من بينها «تي في ويست»، التي اضطرت لتغيير توقيت نشرتها الإخبارية المسائية اليومية لمواكبة لهذا الحادث. وفي هذا السياق قام عمدة مدينة واسينار يان هوكيما بزيارة لإعدادية «ايديلبيرت»، حيث عبر لزملاء الضحية أنس عن مدى تأثره لاختفائه ووفاته، مشيرا إلى أنه صدم لوقوع هذا الحادث المفجع، مجددا مواساته لأسرة الفقيد، الأمر نفسه الذي عبرت عن الأسرة التعليمة بذات الإعدادية بقولها «يؤلمنا الفراغ الذي خلفه اختفاء أنس في صفوفنا، مدرستنا وأرواحنا». ذات التضامن والمساندة عبرت عنه ساكنة المدينة، التي قام عدد منها بوضع ورود وكتابات لتخليد بمكان العثور على جثة الطفل أنس وتخصيص، أيضا، دقيقة الصمت لتأبين روح الضحية أنس بنادي الرياضي المحلي «أزرق أسود»، الذي كان يمارس فيه رياضة كرة القدم فيه، وقد عبروا جميعهم عن حزنهم لفقدان الطفل أنس.