اضطر أزيد من 70 تلميذا بالمستوى الابتدائي بالوحدة المدرسية امضراسن التابعة لمجموعة مدارس ايت عفان بجماعة إمي نولاون، للتوقف عن الدراسة لمدة تزيد عن أسبوعين ، بسبب عدم توفر قاعة للتدريس، حيث كانوا يدرسون بمرآب سيارة «كراج» لأحد ساكنة الجماعة، منذ الأشهر الأخيرة للموسم الدراسي المنصرم، بعدما وجد الاطر التربوية بالمدرسة أنفسهم مجبرين على ذلك لاتمام المقررات الدراسية وقرب امتحانات المستوى نهاية الموسم الدراسي ؛ الوضعية التي وجدت نفسها أمامها الوحدة المدرسية لامضراسن حسب تصريحات اباء وأولياء التلاميذ، أفرزها رفض المقاول المكلف ببناء فصول دراسية تسليم مفاتيحها لهم بعدما تم إنهاء الأشغال بها بسبب الخلاف الحاصل بينه وبين النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات لعدم تسلم باقي مستحقاته المالية في الوقت الذي قرر مالك المرآب استعادته بعدما لحقت أضرار كبيرة بسيارته التي يركنها أمام البيت ؛ جراء كثافة الثلوج التي تعرفها المنطقة الجبلية لايمينولاون ، ولم تنفع معه كل محاولات الاستجداء من طرف الجماعة وآباء وأولياء التلاميذ للعدول عن قراره سوى تأجيل الأمر لمدة أسبوعين آخرين فقط ووجد بعد انقضائها التلاميذ أنفسهم متوقفين عن الدراسة . وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة « إمضراس « تعرف ، كما سكانها، عزلة وتهميشا بين قمم الأطلس الكبير، حيث أبدى سكان الدوار ممن التقتهم الجريدة ، سخطهم على ظروف تمدرس ابنائهم بمرآب ضيق للسيارات مبني بالتراب ويفتقد للتهوية وكل تجهيزاته متاكلة من مقاعد وسبورة، و تطالب الساكنة بلفت الاهتمام للمدرسة المحدثة منذ بداية التسعينيات بحجرتين ومسكن للمعلمين وسط الشعاب مما جعلها تتعرض للغرق أثناء التساقطات المطرية والثلجية و تساقط الاحجار خصوصا في فصل الشتاء مما عرضهما للشقوق و أضحت مهددة بالسقوط مما جعل النيابة الإقليمية للتعليم تعوضها بحجرتين لم يتمكن التلاميذ آنذاك من ولوجهما بسبب الخلاف المالي القائم بين المقاول ونيابة التعليم حسب إفادة الساكنة، كما ان المدرسين يجبرون على جمع مستويات عدة مع تقليص ساعات العمل المبرمجة من اربع ساعات ونصف في اليوم الى اقل من ساعتين . وفي تصريح خص به الجريدة محمد قزيري نائب وزارة التربية الوطنية بورزازات فإن شكايات آباء وأولياء التلاميذ عن مدرسة امضراسن تقاطرت عليه منذ تعيينه بخصوص القاعات الدراسية بعدما اشرف القسمان السابقان على الانهيار بسبب تواجدهما بالشعاب وسط مسالك صعبة مما حتم عليه القيام بزيارة تقنية في الثاني من ابريل 2012 للمنطقة رفقة رئيس مصلحة البنايات والتقني ومدير المركزية للبحث عن بديل لكون اقرب مدرسة بعيدة ب 14 كلم عن المنطقة وتم اقتراح مرآب لاستقبال التلاميذ إلى حين إحداث قاعتين دراسيتين، وفي ماي بدأت الاشغال في إطار صفقتين ، كل مقاول مكلف ببناء قاعة ، وتم تسليم أول قاعة أواخر دجنبر الماضي ويدرس بها التلاميذ حاليا فيما تأخرت الأشغال في الأخرى . ونفى النائب الإقليمي ، أن يكون الامر ، كما جاء على لسان البعض، متعلقا بمشكل مالي مع المقاول ، رغم تأخر الاداءات، وهذا شئ طبيعي بالنظر الى المساطر النيابية المتبعة ، وقد تم تسليم مفاتيح القاعة الثانية في الأسبوع الأول من السنة الجديدة ، وحتى في ما يتعلق بتجهيزاتها فهي مبرمجة ومتوفرة ستتوصل بها المدرسة في القريب العاجل». وتبقى المشاكل التعليمية بالعالم القروي بإقليم ورزازات في تفاقم مستمر أمام تشتت الوحدات المدرسية المرتبط بالمناطق الجبلية ووعورة مسالكها وأقسام مشتركة لقلة التلاميذ ، في انتظار التوجه الجديد نحو إحداث المدارس الجماعاتية التي من الممكن أن تحل مشكل تدبير الموارد البشرية وتفادي الأقسام المشتركة .