تنظم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، يوما احتجاجيا وطنيا مشتركا بمختلف المدن والمراكز العمالية، وذلك يوم السبت 08 دجنبر 2012 في تزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد النقابي التونسي فرحات حشاد والإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنفيذا لقرارات المجلسين الوطنيين للكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل كانطلاقة لبداية تفعيل البرنامج النضالي الموحد. فما هي إذن دواعي ومبررات تنظيم هذا اليوم الاحتجاجي الوطني المشترك؟ اضطرت المركزيتان الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى تنظيم مسيرة الكرامة يوم 27 ماي 2012 بالدار البيضاء بعدما اتضح لهما بأن الحكومة تغيب عن سبق الإصرار الحوار الاجتماعي الثلاثي، وتتملص من تنفيذ بنود اتفاق 26 أبريل 2011 ، وتتجاهل محنة الحريات النقابية وتبخس دور النقابات في تأطير الطبقة العاملة والدفاع عن مصالحها. فعوض أن تغير الحكومة طريقة التعامل مع المركزيات النقابية كشركاء اجتماعيين، بعد الإشارات القوية التي أرسلتها المسيرة إلى كل من يهمه الأمر، أقدمت على الزيادات في ثمن المحروقات والسلع والنقل ... وكرست بذلك تدني القدرة الشرائية للأجراء وعموم المواطنين. ورغم الرسائل الكتابية العديدة التي وجهتها المركزيتان إلى رئيس الحكومة لتنبيهه إلى خطورة الاستمرار في تجاهله للمطالب المادية والاجتماعية للأجراء، أقفل أذنيه بالقطن وركب قطار الهجوم على المكتسبات التي حققتها الحركة النقابية المغربية بنضالاتها المجيدة. وهكذا أصبحت الحركات الاحتجاجية المطلبية تواجه بالقمع الشرس، ولا تفرق بين النقابيين والمعطلين والصحافيين والحقوقيين... في تراجع خطير لحرية التظاهر السلمي، وأعاد إحياء منشور قديم يعود إلى زمن سنوات الرصاص لتبرير الاقتطاع الجائر من أجور المضربين (العدل الجماعات المحلية الصحة...) في تحد سافر للدستور، وفي ظل غياب القانون التنظيمي للإضراب. كما بدأت تتناسل المتابعات الصورية للنقابيين علما بأنه وضع في الرفوف (الثلاجة) اتفاق 26 أبريل والاتفاقيات القطاعية المبرمة، ويروج حاليا لزيادة جديدة في الكهرباء والماء دون أي تقدير لمسؤوليته السياسية، سواء أمام المواطنين أو أمام ممثلي الأمة وكأن هذه الحكومة جاءت فقط لتمرير القرارات اللاشعبية والتي لم تستطع أي حكومة سابقة تطبيقها. إنها بعض الأسباب التي تبرز الأوضاع الاجتماعية المزرية للطبقة العاملة، والتراجعات الخطيرة في مجال الحريات النقابية والجماعية والفردية. وفي هذا السياق يأتي تنظيم هذا اليوم الاحتجاجي الوحدوي للمنظمتين، دفاعا عن المصالح العليا للأجراء وصونا للحرية والكرامة.