يعاني مدرب الرجاء واللاعبون كثيراً في الحصول على نقط الفوز «ليقضموها» ويعززون بها رصيدهم، قد يقول قائل، إن الحظ يحالفهم، لكن الأكيد أن العناصر الرجاوية تعرف كيف تنتزع الفوز في الزمان المناسب، ولو كلفها ذلك معاناة كثيرة. القراءة السريعة للمباريات التي خاضها الفريق الأخضر لحساب الدوري المغربي الاحترافي تكشف أنه فاز في ست مباريات من أصل ثماني أمام فرق متواضعة تعاني من أجل ضمان البقاء، ومع ذلك، فالحصة التي يفوز بها فريق الرجاء ليست عريضة، ولا تتعدى هدفاً واحداً كفارق أو هدفين، باستثناء مباراة الجولة الأولى أمام الفتح الرباطي، ما يعني بأن الانتدابات التي قام بها المدرب امحمد فاخر، وكلفت خزينة الفريق أزيد من مليار سنتيم مازالت لم تعط ما ينتظره الجمهور الرجاوي المتطلع إلى انتصارات مريحة، وبفارق عريض من الأهداف. صحيح أن فريق الرجاء البيضاوي يحتل مركز الريادة مناصفة مع جاره الوداد مع مبارتين ناقصتين، لكن الصورة التي ترسمها العناصر الرجاوية فوق رقعة الملعب لا ترقى إلى التطلعات، ولم تصل بعد إلى الانتظارات، وهذا ما يجعل التخوفات بادية على كل مكونات الفريق الأخضر التي تراهن على الظفر بلقب الدوري، وهو اللقب الذي يشكل هذا الموسم الاستثناء، على اعتبار أن البطل سيشارك في بطولة العالم للأندية، وسيستفيد من مكافأة مالية تفوق أربعة مليارات سنتيم. إن الانتصارات الصعبة التي حققها فريق الرجاء الذي يتوفر على ترسانة بشرية توصف بالمنتخب المحلي، هذه الانتصارات تطرح أكثر من تساؤل حول مصير الفريق الأخضر خلال الثلثين المتبقيين من عمر الدوري، علما بأن العديد من الأندية استعادت توازنها وأرسلت إشارات قوية على جاهزيتها كفرق متنافسة بقوة على اللقب. المهم أن فاخر واللاعبون «يقضمون» النقط، ولا تهمهم الطريقة التي يحصلون بها على نقط الفوز، بقدر ما يهمهم الفوز، وهذا اختيار معقول يتفهمه الجمهور، سيما وأن عدد المتنافسين على لقب الدوري المحلي الاحترافي حدده المتتبعون في خمسة، وربما قد تدخل حلبة التنافس أندية أخرى مع مرور الدورات، فكيف «سيقضم» مدرب الرجاء واللاعبون النقط خلال القادم من الدورات؟!