في ديوان «أسرار الظل الأخير»، للشاعرة مليكة معطاوي العربي، استجابة عميقة وقوية، لخرق منطق العلاقات اللغوية المعتادة، عن طريق الانزياح، الذي يهيمن على جميع القصائد، مثيرا إحساسا جماليا ونفسيا.. ولا ينفصل عن الوظيفتين اللتين تعتمدهما لغة الشعر: وظيفة الإخبار والتواصل، ووظيفة الرمز والإشارة. لتحديد الرؤيا، والتعبير عنها. قصائد الديوان، مضمخة بنفحات وجودية، وأخرى سريالية. تفرزها لغة الخلق والإبداع، ومن تم اتسمت مقاطع بالغموض الدلالي، بل الإبهام أحيانا. والأمر يجانس الطبع والنسق الشعري، إذا لا يمكن فنيا أن تنكشف القصيدة من القراءة الأولى، ولا أن تعطي ذاتها من أول لقاء. فالقصيدة الحديثة متمنعة لماحة، منفلتة زئبقية.. لما أسدل عليها من ستائر الأسلوب والبلاغة وضروبها، وما لفها من لمع الرمز، وومض الإشارات وتلميحها.. ذلك تبعا لما صار عليه الشعر الحديث، والوظيفة التي أصبح يختص بها.