أشرك المخرج المغربي محمد بلحاج، المشاهد المغربي ومعه العربي مساء الجمعة الماضية، من خلال تقديمه لإبداع تلفزيوني الجديد على القناة التلفزيونية «الجزيرة الوثائيقة»، في فك لغز اختفاء الشهيد المهدي بنبركة، كما مكنه من التعرف على حقبة سياسية مغربية مهمة ونوعية، ما زالت ترخي بظلالها على مغرب القرن الواحد والعشرين. لقد تمكن بلحاج باختياره «المهدي بنبركة: اللغز» كعنوان لوثائقيه، الذي كان من المفروض أن يبث في ذكرى اختفاء الشهيد المهدي بنبركة أن يقدم قراءة مغايرة للغز اختفاء أشهر معارضي في المغرب. واعتمد بلحاج بمنهجية علمية وتفكيكية لقضية الشهيد ببركة بحس موضوعي إنساني من خلال شهادات عدد من الشخصيات، التي عاصرت الشهيد وايضا عبر شهادة ابنه البشير، حيث يعد الفيلم محاولة لتفكيك وتحليل العديد من العناصر المتعلقة باختفاء الشهيد ببركة، الذي يشكل ملفا جوهريا بالنسبة للمجتمع المغربي، وكل القوى الحية والإنسانية في العالم. وهكذا فإن اختيار بلحاج ل«المهدي بنبركة: اللغز» كعنوان للوثائقي دليل على وعيه بالمنعرجات التي تميز ملف الشهيد المهدي بنبركة الذي اختفى بباريس يوم 29 أكتوبر 1965 وما زال اختفاؤه إلى يومنا هذا لغزا لم يتم الكشف عنه، بالنظر إلى مكانة المهدي داخل النسيج السياسي المغربي، وما توحي به شخصيته المتعددة الاهتمامات والأدوار، ما سيجعل المشاهد يعيش لحظات تشويقية وممتعة من شأنها إغناء الرصيد الوثائقي السياسي والثقافي والإنساني.