احتضن منزل عائلة آل الوديع بحي الوازيس بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الأحد، عشاء العزاء على روح الراحلة المناضلة والحقوقية أسية الوديع، الذي حضرته شخصيات ووجوه سياسية ونقابية ورجال النضال الوطني والمقاومة، ورجال العدالة من رفاق الفقيدة،إلى جانب القوى المدنية والجمعوية والاعلامية والثقافية والفنية، في مقدمتهم عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي وأعضاء المكتب السياسي، الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران . ووصف جلالة الملك، في رسالة تعزية إلى عائلة آسية الوديع ، بالفقيدة المبرورة التي تتحلى «بخصال إنسانية حميدة» التي دافعت باستماثة «عن حقوق الأطفال والشبان، وخاصة نزلاء مراكز الإصلاح والتهذيب وإعادة الإدماج، حيث نذرت حياتها لخدمة قضاياهم، تعمل جاهدة على توفير الدعم والحماية لهم، سواء من خلال عضويتها لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أو في مختلف منظمات المجتمع المدني التي كانت عضوا فاعلا فيها، مما جعلها تحظى بتقدير الجميع». واوضح جلالة الملك في رسالة التعزية ، أن التاريخ يسجل «لها التاريخ عطاءها المتميز في مجال القضاء والمحاماة، إذ كانت من القاضيات الرائدات، وكذا نضالها المشهود في الدفاع عن حقوق الإنسان، بكل كفاءة ونزاهة وتجرد، وتشبع بروح العمل الجماعي وتفان ونكران ذات، إلى آخر رمق من حياتها الحافلة بالعطاء». هذه القيمة ونوعية الحضور الكبير جسدت بالفعل المكانة الحقيقية التي كانت وستظل تحظى بها الفقيدة أسية الوديع وسط الأسرة السياسية والحقوقية والجمعوية والثقافية والعائلة الاتحادية كوطنية ومناضلة وكسيدة تربية وكأحد رموز الحركة التقدمية الذين جسدوا بأعمالهم النضالية الجليلة التي حظيت باحترام وتقدير الجميع ، وذلك لما كان يميز حضورها ومشاركتها في صُنع العديد من الأحداث الكبيرة منها والصغيرة، الاجتماعية والانسانية التي كانت تسعى بطموحات البناء التحرري والتنموي والديمقراطي للمغرب جديد. واعترافا بخصال وتواضع وشجاعة وانفتاح وتضحيات ومواقف المناضلة والحقوقية أسية الوديع ، شكل عشاء العزاء على روحها مناسبة لاستحضار مواقفها ووطنيتها وخصالها، التي كانت تؤمن بفضيلة الوطنية والمصلحة العليا للوطن، كتقدمية الروح والمبادرة من أجل مستقبل المغرب.