يوم الأربعاء، خيطا من السماء كان المطر، واليوم يحل علينا جو ربيعي جميل بعاصمة الشاوية سطات المنتشية بأمطار الخير وبأدنى الخسائر.. فلتكن! المعرض الجهوي للكتاب هاهنا ملبوس بخيام بيضاء آخاذة... التقى الأحبة والأصدقاء، وامتلأت القاعة الحميمية عن آخرها للاحتفاء بالصديق الكاتب حسن إغلان الذي يستحق ألف تحية واعتراف. كلمة المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بسطات سلطت الأضواء على هذا المثقف الذي يكرس ثمرة جهوده للبحث عن الحقيقة.. الاحتفاء بالكاتب حسن إغلان هو وقفة تأمل في مساره المتعدد الأوجه بين الأستاذ المدرس والقاص المتمرس.. المحبوب بين الأصدقاء، الزملاء، والمتميزين الأقران. وجاءت كلمة الأخ عبد الهادي خيرات عبر من خلالها عن سعادة الاحتفاء بالصديق الكاتب المبدع.. كاتب يكتب في بؤرة الصراعات المحتدمة... كاتب متنوع بأصوات متعددة. فحسن إغلان، حسب خيرات، عزف متفرد في سمفونية متفردة.. كتاباته دائما ودوما هي كتابات للتأمل.. إنه شلال في البناء السردي، وله خزان ثقافي ومعرفي نادر... يقول خيرات، ويضيف: جبل متواضع اسمه حسن، رجل الالتزام والمسؤولية وحب الوطن بالأسئلة الحارقة. صديقنا حسن له قدرة على التأقلم، ويرى بعين الذاكرة... كتابات إغلان لا تخلو من السخرية، سخرية جعلته يغوص في تفاصيل التفاصيل.. ويلمم شتات الهامش والهامشي... كل قارئ، يقول عبد الهادي، يفترض في حسن حسنات أخرى وفي وجهات متباعدة اخرى.. كتابة ما أقساها علينا جميعنا.. وبعد ذلك تمت قراءة شهادة وقعها الناقد بشير القمري في حق المحتفى به، شهادة مؤثرة بحق، جاء فيها: «من يرى السي حسن ويشاركه قهوته أو بعض الكلام أو الضحك، يتصوره هشا، لينا، لكنه في عمقه، أصلب من فولاذ،، يعشق الموسيقى والشعر والسينما والمسرح، وينفر من الابتذال في السياسة وفي غيرها، لا يحب أنصاف الحلول، وينبذ الإكراه والارتجال والمقايضة، كأنه هندي أحمر.. يراقب السهل والشمس وحركات الغيوم... لك الله في محنتك وفي هواك وصبوتك، لك القلب في رفعتك وسموك، لك أوراقك وأقلامك،، لك زوجتك الوفية الصادقة، لك أخوك ابراهيم المشرق المضيء الوديع البهي». ولم يكن هناك بد من تدخل هذا الأخير في حق أخيه بمداخلة تحت عنوان: «العين الأخرى»: طفولة مفعمة بفهم الأشياء وإدراكها، المسؤولية عن مقهى بالخميسات حين جاء بهما الأب الشيخ إلى صاحب المقهى، الاجتهاد في الأحذية التقليدية والانتماء إلى النصوص اليسارية، الغرفة التي كانت مقاما لأصدقاء مشتركين في السياسة والثقافة والحب، حسن بين الحل والترحال دائما في الوجدان موجود.. يا حسن العين اليسرى، لك خديجة وحدها ترمي بك نحو اليقين... بالعين الأخرى، نحبك، أحبك، فاكتب ما شئت، ودع الضوء يختار سراديبه بلا ادعاء فأنت الآن محروس بعيون الأوفياء». وفي الأخير، يختتم حسن اللقاء: «لن استطيع ان افجر دموعا، هل أنا فعلا استحق هذا الحب؟ المرأة العظيمة هي التي استطاعت ان تختصر المسافة في شهر واحد... أما حسن الذي تعرفونه، فما بدل تبديلا، دائما هو هو في جبهة الأمل التي أضحت ضيقة، ومرحبا في الجبهة ضدا على الظلام في المناجم».