أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عبد العزيز بن عثمان التويجري، الجمعة بالدار البيضاء، أن الإعلام أصبح في الوقت الحاضر المعيار الذي تقاس به كفاءة الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للنظم المعاصرة. وقال التويجري، في درس افتتاحي للمعهد العالي للصحافة والاتصال برسم السنة الجامعية 2012 2013 تحت عنوان «رسالة الإعلام وصناعة المستقبل»، إن الإعلام المعاصر «لم يعد يمثل السلطة الرابعة، بل أصبح سلطة عليا فاصلة بين السلط التقليدية والكشاف الذي يسلط الضوء على الاختلالات التي تعرفها المجتمعات في شتى المجالات الحياتية». وأضاف أن هذه السلطة هي «بلا منازع أهم وسيلة لإشاعة الأفكار وترسيخ الثقافة ونشر القيم الحضارية والإنسانية»، مشيرا إلى أن من شروط تحقيق النهضة الشاملة داخل المجتمعات النامية تطوير صناعة إعلامية حديثة وقوية قادرة على الإسهام في ضمان الأمن الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي لهذه المجتمعات. واعتبر التويجري أنه أصبح من الضروري العمل على تأهيل القطاع الإعلامي لمواجهة تحديات المنافسة والاستجابة لمتطلبات التحديث، في إطار من العمل التضامني، وبإشراك كافة مكونات المجتمع وجميع السلط المتدخلة في القطاع. وأكد أن الرسالة التي يضطلع بها الإعلام اليوم هي رسالة إنسانية وحضارية تقوم على «عقيدة إعلامية» أساسها القيم المستمدة من مبادئ الحوار والانفتاح والتسامح واحترام كرامة الآخر بعيدا عن التجريح ونشر الشائعات والصور النمطية. وتم بهذه المناسبة تكريم الصحفي محمد خياط، أستاذ مادة الصحافة المكتوبة وصحافة الوكالة بالمعهد، عرفانا بإسهاماته النوعية في تكوين أجيال من الإعلاميين الشباب التي عززت المشهد الوطني بطاقات واعدة ومؤهلة في مختلف حقول الإعلام. وتجدر الإشارة إلى أن محمد خياط من قيدومي وكالة المغرب العربي للأنباء، التي التحق بها سنة 1975 وغادرها سنة 2006، بعد مسار طويل من العمل الجاد والدؤوب تميز، بالخصوص، في مساهمته في فتح عدد من مكاتب الوكالة داخل وخارج المغرب. يشار إلى أنه تم، بالمناسبة، تقديم العدد الأول من المجلة المغربية للبحوث والاتصال الصادرة عن المعهد وهي مجلة علمية أكاديمية تعنى بعلوم الاتصال والإعلام إلى جانب تقديم الفوج الجديد من خريجي المعهد للموسم الفارط.