أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عبد العزيز بن عثمان التويجري، أن «بناء القاعدة الراسخة للنهضة العلمية والثقافية في العالم الإسلامي، لابد وأن يقوم على أساس متين من منظومة تربوية متطورة، ومناهج تعليمية حديثة، وبرامج لتطوير العلوم والتكنولوجيا مبتكرة تساير التقدم الذي يعرفه العالم اليوم في هذه الحقول». وقال التويجري، في رسالة وجهها إلى العالم الإسلامي، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس الإيسيسكو، التي تحل يومه الخميس، إن التحديات التنموية في قطاعات التربية والعلوم والثقافة والاتصال تشكل عائقا كبيرا أمام دول العالم الإسلامي، مما يستدعي تضافر الجهود في إطارعمل إسلامي مشترك يقوم على قاعدة التضامن الإسلامي الفاعل والمؤثر في حياة المجتمعات الإسلامية. وأبرز، أن الإيسيسكو تنهض بالدور الرئيس الموكل إليها في تعزيز القدرات لدى الدول الأعضاء وتطوير إمكاناتها وتقديم الخبرة والدعم لها في مجالات تحديث التربية، وتطوير العلوم، وتجديد الثقافة، وتفعيل الاتصال، وحماية البيئة، ورعاية الطفولة، مشيرا إلى أن المنظمة وضعت الإطار المتكامل للتخطيط المستقبلي للعمل الإسلامي المشترك في ميادين اختصاصها، يرتكز على خمس عشرة إستراتيجية قطاعية في مجالات مختلفة تشكل في مجموعها الإطار المتكامل لإستراتيجية المعرفة في العالم الإسلامي. وأضاف التويجري، أن الايسيسكو التي شكل تأسيسها دعما وتعزيزا وتقوية للعمل الإسلامي المشترك، تساهم بنصيب وافر في دعم جهود التنمية الشاملة المستدامة، والنهوض بالقطاعات الحيوية التي تشملها المهام المنوطة بها، إضافة إلى «مشاركتها بفعالية في الجهود التي تبذل على مختلف المستويات العالمية، لنشر ثقافة الحوار والسلام، ولتعزيز قيم التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب». وذكر التويجري، أن الإيسيسكو تواصل تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات الجامعية والأكاديمية والعلمية والثقافية والإعلامية ذات الاهتمام المشترك، حيث أقامت شبكة واسعة من اتفاقيات التعاون بلغت حتى الآن مائة وتسعين اتفاقية، حققت للإيسيسكو انفتاحًا واسعًا على الآفاق العالمية، وساهمت في تعزيز حضورها على الساحة الدولية، للمشاركة بفعالية في الجهود التي تبذل على مختلف المستويات العالمية، لنشر ثقافة الحوار والسلام، ولتعزيز قيم التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب. وخلص التويجري، إلى أن الثقة التي توليها الدول الأعضاء للإيسيسكو وتقديرها للإنجازات التي تحققها وللمكاسب التي تراكمها يشكلان مصدر القوة التي تدفع بها إلى مواصلة مسيرتها، مؤكدا المضي قدما على طريق خدمة الأهداف التي تأسست المنظمة لتحقيقها، حتى تكون دوما «منارة ثقافية حضارية تضيء معالم الطريق أمام العاملين في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، ومنتدى إسلاميا عالميا، وضميرا ثقافيا للعالم الإسلامي».