لم يتوقع فريق الرجاء البيضاوي، المنتشي بفوزه العريض برسم الدورة الماضية على فريق الفتح الرباطي بثلاثة أهداف نظيفة، أن يجد أمامه فريقا عنيدا وطموحا بقيمة رجاء بني ملال، الفريق الفتي والصاعد هذا الموسم إلى بطولة الإحتراف. أمر أكده المدرب امحمد فاخر في نهاية المباراة، بقوله إنه أعجب بطريقة لعب الفريق الملالي، الذي وقف ندا قويا أمام تجربة وخبرة لاعبي الرجاء البيضاوي. ندية تبلورت خلال جميع أطوار اللقاء، الذي استضافه الملعب البلدي بقصبة تادلة، وقاده الحكم عمر لحلو أمام أكثر من 6000 متفرج، في جو حار وعلى أرضية بعشب اصطناعي جاف وحارق، وفي غياب المدرب الملالي عبد الرزاق خيري، الذي أجرى عملية جراحية على الكتف، إثر انزلاقه بالملعب أثناء حصة تدريبية. الشوط الأول كان متكافئا بين الفريقين، حيث سيطر الفريق الزائر على وسط الميدان، بفضل حسن أداء وخبرة كل من كوكو والشادلي ومابيدي، معتمدا على تسربات وتمريرات محسن متولي من جهة اليمين والحافيظي من اليسار، حيث هدد البيضاويون الحارس الملالي اسماعيل كوحا بواسطة محسن ياجور في د 30، حين سدد في يدي الحارس كوحا، إثر تمريرة جيدة من الشادلي. وفي د 44 بواسطة الحافيظي، الذي قذف بدوره بجانب الشباك الملالي رغم توغله داخل المربع. بينما لجأ الفريق المضيف إلى التمريرات العالية والطويلة المباشرة فوق وسط الميدان، من الدفاع، نحو بلال الدنكير الذي كان نشيطا ولامين ديابي، حيث ضيع الأخير فرصة سانحة للتسجيل بعد توغله من اليمين في د 34 وقذف في يدي الحارس العسكري. وكذا محمد بلمجدوب الذي ضيع أحسن فرصة في هذا الشوط في د 20، بعد اصطدامه بأمين الرباطي إثر زاوية لتسقط الكرة أمامه على بعد مترين من شباك العسكري، ليتماطل في القذف ويحولها الرباطي إلى الزاوية. لينتهي هذا الشوط بالتعادل الأبيض. وتميز الشوط الثاني بتألق كبير للاعب محسن متولي، الذي قاد فريقه بفضل تمريراته وخبرته إلى التفوق بإمداد المهاجمين ياجور والحافيظي ومابيدي بكرات شكلت خطورة كبيرة على المحليين، واحدة منها مكنت مابيدي من تسجيل هدف السبق في د 50 بقذفة أرضية خدعت الحارس كوحا، إثر تمريرة جيدة من متولي لياجور الذي هيأها لمابيدي.. رد الملاليين كان قويا بواسطة كل من زهير نعيم، الذي قذف في يدي الحارس العسكري في د 64 . وفي د 74 من خلال ضربة خطأ قذفها عدنان مسطيطيف على العمود الأيسر للحارس العسكري، لينتهي اللقاء بهزيمة صغيرة للملاليين بهدف واحد، مكن فريق الرجاء من الحصول على العلامة الكاملة في دورتين متتاليتين. تصريحان: مدرب الحراس الملالي، عبد القادر لبرازي: «هي أول هزيمة لهؤلاء اللاعبين الشبان. غياب المدرب خيري أثر على كيفية الأداء، كما أن فريق الرجاء استغل فرصة وحيدة سجل منها الفوز، بينما لم يساعدنا الحظ في فرصتين سانحتين للتسجيل. الهزيمة ستحفزنا على الإصلاح ومتابعة العمل في الطريق الصحيح». مدرب الرجاء امحمد فاخر: «أعجبت بأداء الفريق الملالي رغم فتوته وعدم خبرته في قسم الكبار. أظن أن غياب خيري أثر على أداء الفريق. تفوقنا على الملاليين في التنظيم الدفاعي، الذي كان عندهم ضعيفا، لكن رغم ذلك فالفريق الملالي وقف ندا أمامنا. عانينا من حرارة العشب الإصطناعي، الذي تسبب في حروقات للاعبين، وهنا أطالب الجامعة بمراجعة برمجة هذه المباريات في الليل أو في ساعة متأخرة من النهار». كواليس المباراة: * في غياب المدرب خيري، قاد فريق رجاء بني ملال في هذا اللقاء عبد القادر البرازي، مدرب الحراس، ومصطفى عكيف المعد البدني. * حضر الجمهور البيضاوي إلى قصبة تادلة على متن 8 حافلات، وبلغ عددهم حوالي 1000 متفرج. * حضر مسؤولو الرجاء البيضاوي ب 28 عضوا تابعوا اللقاء من منصة الملعب. * بلغ ثمن تذكرة الدخول 60 درهما في السوق السوداء أمام مداخل الملعب، عوض 30 درهما سعرها الحقيقي. * أعد المكتب المسير الملالي 7 حافلات للنقل الحضري لنقل الجمهور من بني ملال نحو الملعب بقصبة تادلة. * حضور أمني مكثف، بالإستعانة برجال الأمن من بني ملال والفقيه بنصالح وخريبكة ومدرسة تكوين الشرطة بالقنيطرة. * اقتحمت منصة الصحافة من طرف جمهور لاعلاقة له بالصحافيين، الذين اشتغلوا في ظروف مزرية ومعاناة كبيرة. * آخر مباراة جمعت فريقي رجاء بني ملال والرجاء في القسم الأول كانت سنة 2001 بالملعب البلدي بالفقيه بنصالح، وفاز خلالها الملاليون بحصة 3 - 2، لكن الفريق الملالي غادر بعدها قسم الصفوة. * تابع المباراة كل من مدرب شباب قصبة تادلة عبد المالك العزيز واللاعب الرجاوي السابق صلاح الدين بصير من منصة الملعب.