دشن فريق الرجاء البيضاوي الموسم الجديد، بفوز عريض ومستحق على وصيف بطل الموسم الماضي الفتح الرباطي خلال المباراة التي جمعت الطرفين بمركب محمد الخامس، وبهذا الفوز يكون الفريق الأخضر قد أرسل أولى الإشارات على انخراطه بقوة في التنافس على لقب الدوري. لقاء الرجاء البيضاوي ضد الفتح الرباطي صنفه المتتبعون قمة المحطة الأولى من الدوري المغربي الاحترافي، اعتبارا لاستعدادات الطرفين، واستقطابهما لعناصر وازنة على الساحة، لكن الجولة الأولى تميزت بالرتابة والملل وكانت فرص التسجيل خلالها نادرة جدا، حيث صنع الفتحيون فرصتين اثنتين لم يتم استغلالهما بما يمنح الامتياز، فيما أتيحت فرصة واحدة للرجاء ضيعها المدافع المهاجم عادل كروشي. وقد عزا المتتبعون عدم ارتقاء مستوى الشوط الأول إلى الأسلوب الدفاعي الصرف الذي اعتمده المدرب جمال السلامي والمكون من جدارين، لم يفلح امحمد فاخر في إيجاد الوصفة التكتيكية لفك طلاسيمه. مع بداية الجولة الثانية نجح المهاجم محسن ياجور في اختراق الدفاع الفتحي وزيارة شباك الحارس بادة في الدقيقة 52، وهو الهدف الذي دفع الزوار إلى الخروج اضطراريا من التقوقع الدفاعي بحثا عن تعديل الكفة، لكن محاولاتهم كانت تجهض في وسط الميدان، وأن خط دفاع فريق الفتحي يشوبه الكثير من الارتباك، وبحاجة إلى ترميم إضافي على اعتبار أن شباك الحارس بادة استقبلت ستة أهداف خلال مبارتين متتاليتين. خطأ دفاعي استغله الرجاويون الذين ضاعفوا النتيجة، وكان وراء الهدف الثاني اللاعب الحافظي في الدقيقة 79 . الهدف بقدرما بعثر أوراق المدرب السلامي، بقدر ما حرر الرجاويين من الضغط النفسي وزاد من ثقتهم وجعلهم يفرضون أسلوبهم الفرجوي، ولعل التفوق الميداني للاعبي الرجاء أثمر هدفا ثالثا في حدود الدقيقة 87 بواسطة الهداف محسن ياجور، لينهي الحكم هشام التيازي المباراة بفوز مستحق صنعه اللاعبون، وأهدوه لجمهور متعطش يطالب بالمزيد. المدرب جمال السلامي أبدى أسفه الكبير من الفرصتين اللتين ضيعهما خط هجومه، واعتبرهما نقطة تحول نفسي وتكتيكي في المباراة. وأضاف مدرب الفتح، في معرض إجابته، على أسئلة الصحفيين خلال اللقاء الإعلامي الذي نظم عقب نهاية المباراة، «خلال الجولة الثانية، ارتكبنا أخطاء في الدفاع، فأدينا ثمنها غاليا»، ولم يخف السلامي قوة فريق الرجاء، معتبرا إياه مرشحا فوق العادة للظفر باللقب، لكنه استدرك قائلا «لم نكن تستحق الهزيمة. الجو الحار كان له تأثير على عطاءاتنا، سنعمل على استخلاص العبر، وتجاوز الأخطاء، سيما وأننا نتوفر على مجموعة لها إمكانات عالية، ستقول كلمتها مع مرور الوقت». من جانبه نوه المدرب امحمد فاخر بالفريق الخصم، وأوضح في تحليله التقني أن فريق الفتح كان منظما، ولو سجل الفرصتين اللتين أتيحتا له في الشوط الأول لكان للمباراة سيناريو آخر، واعتبر فاخر أن النهج التكتيكي الذي نهجه خلال الجولة الثانية، والمتأسس على اللعب وراء ظهر المدافعين الفتحيين العامل الرئيس في صنع الفوز. ولم يفته التأكيد على أن الانتصار على الفتح سيخفف من الضغط النفسي على لاعبي الرجاء.