قررت المندوبية الجهوية لوزارة الصحة بالدارالبيضاء بناء على محضر الاجتماع المنعقد بتاريخ 26 يوليوز 2012 إغلاق المركز الصحي ليساسفة 2، وذلك على بعد 9 أيام من صدور المقال الذي نشرته «الاتحاد الاشتراكي» حول وضعية هذا المركز، بالنظر إلى ما أشار إليه المقال من وجود تصدعات وشقوق في قبوه تهدد سلامة مرتاديه من مواطنين مرضى وغيرهم والعاملين به، وهي نفس الخلاصة التي كانت قد وقفت عندها دراسات/خبرات سابقة أجريت في هذا الموضوع، لكن إغلاق المركز واتخاذ القرار المناسب فيه ظل معلقا؟ قرار إغلاق المركز وإخلاء العاملين به والمعدات لم يسلم من بعض المناوشات التي افتعلها بعض «المنتفعين» الذين اعتبروا في تنقيلهم إلى مناطق أخرى تجفيفا ل «منابع» أساسية بالنسبة لهم، تقول مصادر نقابية، والحال أنه يمكن استمرار تقديم الخدمات الصحية بوثيرة طبيعية بمرافق قريبة من المركز المذكور مع توفر شرط أساسي وهو الحفاظ على سلامة الجميع. وهو بالفعل ما تم في نهاية المطاف إلا أن السؤال العريض الذي يطرحه المتتبعون والمعنيون هو ما الذي يدفع عونا للخدمة إلى استمرار احتلال سكن «وظيفي» بذات المركز رغم مطالبته بإخلائه، وفقا لمراسلة مندوب الصحة بالحي الحسني الموجهة إليه بشكل شخصي والتي تحدد صفته كقابض بالمستشفى الحسني، وهنا مربط الفرس، تقول مصادر «الاتحاد الاشتراكي» إذ أن المعني بالأمر منح هذا السكن بطريقة ملتوية رغم أنه لايقوم بمهمة الحراسة به على اعتبار أنه قابض، ولاتتوفر فيه المعايير القانونية للاستفادة من سكن وظيفي، المحددة في مديري المستشفيات والمقتصدين بها، وكذا المناديب والمقتصدين، و«ماجورات» المراكز، أما بالنسبة لعون الخدمة فيتم منحه السكن الوظيفي لكن في حالات خاصة، كحراسة مركز صحي في منطقة نائية عكس وضع مركز ليساسفة، وبالتالي التساؤل حول الجهة التي تجيز له هذا الاحتلال؟ سؤال آخر مرتبط بوضع المركز ومآله، والمساطر التي ستتبع بشأنه، إن كان سيتم هدمه وإعادة تشييده بمواصفات علمية وتقنية حديثة، بالنظر إلى الخطورة التي ينطوي عليها وإلى طبيعة الأرض التي شيد فوقها، وفي حال الاكتفاء يتدعيمه، وهو ما أشار إليه تقرير خبرة أنجزته المقاطعة الجماعية، عكس مضامين خبرات أخرى، هل سيتم الاعتماد على هذه المعايير الحديثة، أم ستطاله مجرد «رتوشات» تصرف فيه أموال وميزانية مهمة قد تذهب أدراج الرياح، وهل سيتم إجراء طلب للعروض للقيام بهذه الأشغال وبشكل شفاف أم أن مصير هذا المركز الذي يعتبر تواجده مهما في المنطقة، سيطاله الغموض؟