يُتوقع بين الفينة والأخرى، أن يتهاوى المركز الصحي ليساسفة 2 بمقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، وأن تتداعى جدرانه فوق رؤوس العاملين به من أطباء وممرضين، وفوق المواطنين الذين يزورونه يوميا ، من أجل الاستفادة من خدماته الصحية، وذلك بفعل التصدعات الخطيرة التي يعرفها القبو/الطابق الأرضي والذي تم إقفال بابه حتى لايكون مبعثا لاحتجاج المواطنين أو نفورهم منه خوفا من وقوع كارثة لاقدّر الله، هذا في الوقت الذي يوجد كل من مندوب وزارة الصحة على صعيد عمالة مقاطعة الحي الحسني والمندوب الجهوي «خارج التغطية»، بحيث لايوليان لهذا الأمر أية أهمية، وذلك لأسباب خاصة يعلمانها جيدا ويعلمها معهم عون للخدمة يستفيد من سكن وظيفي بداعي أنه يحرس هذه المؤسسة والحال أنه يزاول مهمة قابض بصندوق بمستشفى الحسني«وذلك موضوع آخر»!؟ المركز الصحي تسلمته وزارة الصحة سنة 2007 بعدما تم تشييده في بداية الألفية الثانية من طرف المجلس الجماعي، على أرض هي عبارة عن مزبلة، مما يوضح النتيجة التي تم التوصل إليها والتي يتم تطويقها بنوع من السرية حتى لاتنتشر، والمتمثلة في أن هناك انزلاقا للتربة التي يوجد فوقها المستوصف الذي به بناية أخرى هي عبارة عن مركز لداء السل، حيث شهدت هذه الأخيرة عملية ترقيعية تم تمويلها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في حين شهد المركز الصحي عملية مماثلة تم تمويلها من طرف مندوبية الصحة على صعيد الجهة، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، آخرها تمت في يوليوز من سنة 2011، لكن كل التصدعات والشقوق التي تبلغ 45 درجة عادت للظهور من جديد، وعاد الخطر مرة أخرى الذي يتهدد الدعامات/الأساسات للبناية، ثم أجريت خبرة من طرف مكتب للدراسات أقّر شفويا، وفقا لذات المصادر، بأن الخطورة قائمة وبأن إقفال هذه البناية هو أمر مستعجل، إلا أن خلاصات التقرير/الخبرة الكتابية تم إقبارها، شأنها في ذلك شأن خلاصات تقرير ممثلي اللجنة التي حلت من الإدارة المركزية DELM اللذين لم يسلما تقريرهما إلا بعد شهر من الزيارة، وهما أيضا وقفا على خطورة الوضع، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الدافع للتكتم على ما يعرفه المركز الصحي ومرافقه من خطورة تجعله بمثابة « قنبلة موقوتة» قابلة للانفجار في كل لحظة! وللإشارة، فإن المركز الصحي ليساسفة 2 يقدم خدماته الصحية لحوالي 40 ألف نسمة تقطن بليساسفة 1 و2 و 3 والليمون، بحيث يتردد عليه يوميا للاستفادة من اللقاحات ومن باقي الخدمات الأخرى، ما بين 350 و 400 مواطن من الجنسين ومن مختلف الأعمار، في حين يقدم مركز داء السل خدماته لسكان مقاطعة الحي الحسني ككل، ويتردد عليه يوميا ما بين 50 و 60 مواطنا، ويشتغل بهذا الأخير طبيب و 3 ممرضين وتقني واحد في «الراديو»، بينما يشتغل بالمركز الصحي 3 أطباء و 3 ممرضين، الأمر الذي يؤكد أن المسألة هي أكبر من حسابات «ضيقة» لدى البعض، وإنما تتعلق بأرواح مواطنين ومهنيين هي في وضعية خطر، مما يستوجب من مصالح وزارة الصحة مركزيا ومعها باقي المتدخلين، فتح تحقيق عاجل في الموضوع لإنقاذ أرواح يتهددها الموت في كل لحظة وحين.