شهدت العاصمة الاقتصادية تطورا عمرانيا وزحفا للاسمنت على الرقعة الجغرافية البيضاوية وازاه بالمقابل نمو لحجم المشاكل والمعيقات بعدد من المجالات والقطاعات التي تتطلب معالجة وتدخلا من طرف الجهات والمصالح المختصة حتى تستجيب لتطلعات المواطنين. ومن بين المناطق البيضاوية التي تعاني من عدة اختلالات مرتبطة بهذا الموضوع، نجد منطقة أهل لغلام بمقاطعة سيدي مومن، التي تتطلب عدد من القطاعات بها تأملا واسعا، ومن بينها المجال الصحي، ففي ظل «الانفجار» الديمغرافي نتيجة لهذا التوسع السكاني والذي عرفه دوار السكويلة من جهة، ولانتشار ما يعرف بشقق السكن الاجتماعي أو الاقتصادي، وفي إطار إعادة إسكان دوار السكويلة، وطوما ضمن مشروعي السلام، تم فتح أبواب المركز الصحي السلام 1 بتاريخ 25 يونيو 2006، والذي يعرف إقبالا كبيرا عليه من لدن الساكنة بكل من دوار السكويلة، ودوار مزاب والسلام 1 و 2، إضافة إلى سكان منطقة أناسي من 31 إلى 38، علما بأن هذا المركز لا يشتغل به سوى 3 ممرضين أحدهما ممرض رئيس، وكذلك 3 أطباء ضمنهم طبيب رئيس. قلة العنصر البشري بالمركز الصحي السلام 1 تجعله لايستطيع تلبية طلبات وحاجيات المواطنين الذين يلجأون إلى خدماته الطبية، إذ يخضع فيه يوميا حوالي 200 شخص لفحص طبي، مع تلقيح حوالي 30 طفل خلال كل حصة تلقيح يومية، وتتوافد عليه 90 حالة مرتبطة بأمراض القلب والشرايين، و 60 حالة تعاني من داء السل، و 500 مريض بداء السكري، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، الأمر الذي يرفع من حجم الضغط على هذا المستوصف الصحي، خاصة إذ ما أضفنا خدمات أخرى من قبيل التخطيط العائلي، مراقبة الحمل والوضع، تتبع الأمراض الوبائية كالتهاب السحايا، والأمراض المتنقلة جنسيا، وكذا تنفيذ برنامج الصحة المدرسية، الذي كان يتكلف به ممرض خاص نظرا لأهمية الجانب الصحي في المسار الدراسي. الوضعية هذه دفعت القائمين على تدبير الأمر لكي يبرمجوا مركزا صحيا ثانيا تم تشييده وتعيين طاقم صحي من أطباء وممرضين ضمن الحركة الانتقالية لشهر يوليوز من السنة الجارية، إلا أنه ولحد الساعة لم يفتتح أبوابه في وجه المواطنين من أجل تخفيف الضغط عن المستوصف الأول، هذا الأخير الذي تم افتتاحه في وقت سابق دون توفير الموارد البشرية له، حيث تمت عملية التناوب من طرف الممرضين المعينين بمراكز صحية أخرى، وتحكمت فيه خلفيات انتخابية خلال استحقاق 2009، تضيف ذات المصادر؟ واقع يفترض تدخل المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة ومعها باقي المتدخلين حتى تضمن توفير الخدمات الصحية لكافة سكان المنطقة، والإجابة عن احتياجاتهم المرضية، وتجنيبهم عناء التنقل والضغط وما قد يترتب عنهما من ممارسات غير مستحبة.