تعرض مجموعة من المواطنين بمدينة الجديدة خلال نهاية الأسبوع الأخير، إلى الإصابة بتسمم غذائي جراء تناولهم وجبات لفاكهة بلح البحر، أو ما يصطلح عليه عند عامة المواطنين ب «بوزروك»، وهو الأمر الذي استدعى نقل بعضهم الى المستشفى الإقليمي محمد الخامس من أجل تلقي العلاج. وتأتي هذه التسممات بالنظر إلى انعدام أية مراقبة من طرف مصالح زجر الغش والمصالح البيطرية لهذا المنتوج البحري الذي يخضع لعملية بيع عشوائي على طول الطرقات الساحلية وداخل الأسواق الأسبوعية بإقليم الجديدة، ولعل ما يزيد من خطورة استهلاكه هو ما يميز مناطق استخراجه من تلوث بفعل ما تنفثه بعض الوحدات الصناعية و مراكب الصيد والسفن البحرية من فضلات سامة. واستفحلت ظاهرة بيع بلح البحر بمدخل مدينة الجديدة من جهة الدارالبيضاء، حيث تحول الى سوق يومي لمجموعة من النسوة والأطفال الذين يقضون ساعات يومهم كاملة تحت أشعة الشمس، عارضين سلعتهم داخل أكياس بلاستيكية من أجل «اصطياد» الزبناء من المسافرين الذين يفدون أو يغادرون عاصمة دكالة. ومعلوم أن هذه الظاهرة لم تعد حكرا على فصل الصيف فحسب، بل أضحت تمتد على طول السنة، سيما خلال الفترات التي تظهر فيها هذه الفاكهة البحرية على صخور الشواطئ الممتدة ما بين شاطئ «الدوفيل» ومنطقة الحوزية. ويتجشم هؤلاء الباعة عناء قطع الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المنطقة البحرية المعروفة ب «حجرة بيبور» لاستخراج أجود وأكبر هذه المادة الغذائية التي يعملون على غسلها وطهيها في إناء من الماء الفاتر قبل وضعها داخل أكياس بلاستيكية بيضاء وعرضها للبيع في ظروف تنعدم فيها أبسط الشروط الصحية، إذ تظل عرضة لأشعة الشمس على امتداد ساعات طويلة . وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري تصدر بين الفينة والأخرى بلاغات تحذر فيها من جمع هذه المادة وبيعها للعامة، نظرا لإصابتها بالتسممات وبعض الأمراض الخطيرة.