استفحلت بمدخل مدينة الجديدة من جهة الدارالبيضاء ظاهرة بيع بلح البحر أو ما يعرف ب«بوزروك» من طرف مجموعة من النسوة و الأطفال الذين يقضون ساعات يومهم كاملة تحت أشعة الشمس عارضين سلعتهم داخل أكياس بلاستيكية في انتظار زبون قد يأتي أو لا يأتي. ولم تعد هذه الظاهرة حكرا على أشهر فصل الصيف فحسب، بل أضحت تمتد على طول السنة، سيما خلال الفترات التي تظهر فيها هذه الفاكهة البحرية على صخور الشواطئ الممتدة ما بين دوفيل الجديدة و منطقة الحوزية. ويتجشم هؤلاء الباعة عناء قطع الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المنطقة البحرية المعروفة ب «حجرة بيبور» لاستخراج أجود وأكبر هذه المادة الغذائية التي يعملون على غسلها وطهيها في إناء من الماء الفاتر قبل وضعها داخل أكياس بلاستيكية بيضاء وعرضها للبيع بمبالغ زهيدة قد لا تتجاوز 5 دراهم في أغلب الأحيان. وإذا كانت هذه التجارة تشكل مصدر عيش بالنسبة للعديد من الأسر المعوزة القاطنة ببعض الدواوير الهامشية، فإن المادة التي يروجونها تبقى مصدر خطر على صحة المستهلكين على اعتبار أن بلح البحر «بوزروك» قد أضر بالمواطنين في العديد من المناسبات فأصيبوا بحالات تسمم خطيرة نظرا لانعدام أي مراقبة من طرف الجهات المسؤولة لهذا المنتوج البحري، الذي يخضع لعملية بيع عشوائي على طول الطرقات الساحلية وداخل الأسواق الأسبوعية بإقليم الجديدة، ولعل ما يزيد من خطورة استهلاكه ما يميز مناطق استخراجه من تلوث بفعل ما تنفثه بعض الوحدات الصناعية و مراكب الصيد والسفن البحرية من فضلات سامة.