أزيد من 25 ألف طن سنويا هو الوزن التقريبي لكميات الأكياس البلاستيكية المستعملة من طرف المغاربة، والتي تقذف بها أيادي العبث البشرية حيثما وجهة الرياح دون احترام أو خوف من خطورتها على البيئة. وتبقى الأكياس السوداء أشد خطورة على الحياة. فحسب إحصائيات رسمية لمسؤولي قطاع البيئة، هناك حوالي 2.7 مليار كيس بلاستيكي مستعمل تطرح سنويا في المزابل والخلاء وخلف المنازل وفوق الأزقة والشوارع والحقول والضيعات، مما يلوث الطبيعة ويشوه جماليتها ويمنح الميكروبات مشاتل للتكاثر والتربص أكثر بالإنسان والحيوانات التي تبتلعها وسط الكلأ، ويخنق بالوعات الواد الحار ويفقد الطبيعة توازنها. وتبلغ نسبة إنتاج الأكياس البلاستيكية ضمن وسائل التلفيف حوالي ستة في المائة. وأمام زحف الأكياس البلاستيكية، التي هي غير قابلة للتلاشي عضويا، وتدوم عدة عقود قبل أن تتحلل، خلص تخطيط مسؤولي قطاع البيئة إلى ضرورة وضع برنامج تحسيسي وحملات دورية لجمع الأكياس البلاستيكية المستعملة كوسيلة للتخلص منها والحد من غزوها لكل المجالات الحيوية، بعد أن غطت الأكياس البلاستيكية وخصوصا السوداء، منها كل الأراضي الحضرية الفارغة والقروية، وكان الكاتب العام المكلف بقطاع البيئة داخل كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة أعطى مساء الجمعة المنصرم رفقة عامل عمالة ابن سليمان انطلاقة الحملة الوطنية لجمع الأكياس البلاستيكية تحت شعار «لنتجند جميعا من أجل القضاء على الأكياس البلاستيكية المستعملة». وميز الحملة الافتتاحية التي استهدفت، الحي الحسني، الذي يعتبر أكبر وأفقر تجمع سكاني بالمدينة، توزيع بعض المنشورات التحسيسية وإنجاز حملة جمع الأكياس المستعملة على طول الحزام الفاصل بين الحي والغابة والذي يعرف تدهورا كبيرا بسبب رمي النفايات والأزبال ومواد البناء. وتدخل الحملة، حسب بلاغ صحفي لمسؤولي قطاع البيئة بالوزارة المعنية، في إطار اتفاقية شراكة موقعة بين كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة والجمعية والمهنية للإسمنت، وبتعاون مع السلطات المحلية والجماعات المحلية التي تستهدف التخلص النهائي من الأكياس البلاستيكية المستعملة والعمل على استعمالها بشكل معقلن. وجاء في البلاغ، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن العملية تندرج في إطار تنفيذ برنامج عمل متعلق بالقضاء على الأكياس، وترمي إلى تحسيس جميع فئات المجتمع بخطورتها وتعبئة الفاعلين المحليين، وخصوصا الجماعات المحلية، من أجل الانخراط الفعلي في العملية. وستنجز العملية من خلال برنامج تنفيذي سنوي تتخلله حملات دورية كل ثلاثة أشهر لجمع الأكياس والتخلص منها حيث ستتكفل مجموعات الاسمنت بجمع ونقل الأكياس والتخلص منها في أفرانها. وبالموازاة مع حملة جمع الأكياس البلاستيكية المستعملة هناك انكباب على إعداد عدة جوانب قانونية، منها تفعيل قانون 00/28 المتعلق بتدبير النفايات الصلبة والنصوص التطبيقية المتعلقة به كتصنيف النفايات الخطيرة وتدبير النفايات الطبية، وكذا قانون معيار 050-4-11 المتعلق بإنتاج الأكياس البلاستيكية، تضاف إليها جوانب تهم إنجاز برامج ملمومسة كالبرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية وأخرى تقنية تهم إنتاج أكياس قابلة لإعادة الاستعمال وتنظيم قطاع إنتاج الأكياس البلاستيكية الذي تعتبره كتابة الدولة غير مهيكل والدعوة إلى استعمال أقل وعقلاني للأكياس البلاستيكية واستعمال وسائل بديلة (القفة مثلا). ممثلو بعض الجمعيات الذين حضروا بكثافة لأول عملية تحسيسية استبعدوا فعالية الحملات الدورية المزمع قيامها داخل تراب المملكة، واقترحوا على الجماعات المحلية أن تعمد إلى وضع مطارح خاصة بالأكياس البلاستيكية المستعملة، وأن تبادر إلى شراء الأكياس من جامعيها (الأطفال والفقراء) بأثمنة رمزية (درهم أو درهمان لكل كيلو بلاستيكي) لتشجيعهم على جمع الأكياس البلاستيكية، موضحين أن الكلفة الإجمالية لعمليات التحسيس والأنشطة الموازية لها تكفي لشراء كل هذه الأكياس المنتشرة هنا وهناك، وأن العملية ستعود على الأسر الفقيرة بالنفع.